أخبار جهوية

مديرية تاونات تغرد خارج سرب وزارة التربية والتعليم الأولي والرياضة ، وتهين متعلمي بني وليد .

بقلم : عبد الحكيم البقريني

شاءت قرارات مديرية تاونات للتربية و التعليم الاولي و الرياضة خلال الموسم الدراسي الحالي 2022 – 2023 أن تكون مهزلة بكل المقاييس من خلال قرار حرمان تلاميذ و تلميذات جماعة بني وليد الملتحقين حديثا بإعدادية الأمير رشيد بشكل كلي و شامل من الإيواء الداخلي رغم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية و بعدهم عن مركز بني وليد . إذ اكتفت المديرية “بتمتيعهم” بوجبة غذاء أو كما تسميه المديرية ومعها الوزارة : ” نصف منحة ” .
و قالت مصادر عليمة أن عدد المستفيدين و المستفيذات لم يتجاوز 100 تلميذ و تلميذة في الوقت الذي وصلت الطاقة الاستيعابية لهذا القسم أزيد من 400 حتى الموسم 2001 ، ووصل خلال السنة الماضية 160 تلميذا و تلميذة ، لينخفض ويقلص هذه السنة إلى ما دون ال 100.
هذا القرار نزل كالصاعقة على الساكنة ، ففي الوقت الذي كان فيه الآباء و الأمهات ينتظرون تمتيع متعلميهم بحق الإيواء ، نشرت المديرية لائحة من 52 تلميذا و تلميذة كلهم من المنتقلين الجدد للسلك الإعدادي كمستفيذين من ” وجبة غذاء” فقط . دون أن تكترث للمسافات التي تفصل سكن هؤلاء التلاميذ و التلميذات عن مركز الجماعة و التي تتجاوز 20 كيلومترا : (حجر قلال ، المحامدة ، تامدة ، الرياينة ، العزيب ، تمدغاص …) ودون أن تشفع لهم ولهن الظروف الاجتماعية والاقتصادية .
و أكدت مصادر من جمعية الآباء و الفاعلين الجمعويين أن الحل أمام العديد من الآباء في حالة ما إذا لم تتراجع المديرية عن قرارها الجائر ، هو توقيف أبنائهم ، و خصوصا بناتهم عن الدراسة . و عدم استعمال النقل المدرسي الجماعي لضعف جدواه .
وكانت إدارة القسم الداخلي قد أخبرت التلاميذ الذين كرروا السنة ، و سحبت منهم نصف منحة ، و هم 38 تلميذا و تلميذة بعدم الالتحاق بالقسم مجددا ، باعتبارهم لم يعودوا مستفيدين من نصف منحة .
وتفاعلا مع القرار وقفت صفحة فيدرالية اليسار ببني وليد على حالة إحدى التلميذات من دوار أولاد اغزال التي أكدت أنها لن تعاود الرجوع للدراسة مجددا ، لعدم قدرة والدها على الكراء ، و بعد مقر سكناها عن الطريق بشكل يجعل استفاذتها من النقل المدرسي مستحيلا .
إن جودة التعليم وتعميمه يبقى مجرد شعار أمام هذا القرار الذي اتخذته مديرية تاونات ، إذ بنصف المنحة أو بوكاديوس كما سماها الفاعل المحلي ببني وليد سنساهم في الهدر المدرسي ؟ فهل ستعيد المديرية النظر في قرارها ؟ وما رأي السلطات المحلية والإقليمية في الموضوع ؟ وما موقف الجماعة المحلية ؟ أسئلة وأخرى تغزو فضاء بني وليد ، وإلى حين انفراج الأزمة تبقى الناشئة خارج أسوار مدرسة تتغنى كل يوم بالجودة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى