تتوفر مدينة أزرو على مسبح كان يشكل إلى وقت قريب المتنفس الوحيد لشباب هذه الحاضرة التي تفتقر إلى مرافق للترفيه والاستجمام. وهو في ملكية وزارة التربية الوطنية الذي يدبره المجلس البلدي في إطار شراكة مؤقتة الذي كان يشرف لعدة سنوات على تسييره وتدبيره بأسعار في متناول الشباب والأطفال من الفئات الاجتماعية التي تشكل السواد الأعظم لساكنة أزرو . غير أن حالة الإهمال والتهميش التي يوجد عليها هذا المرفق اليوم، توحي أن المجالس البلدية التي تعاقبت على تسيير الشأن المحلي ، ولمدة عقود لم تقدم أي خدمات ترفيهية للشباب والأطفال ،ومنها على الأقل ترميم وصيانة المسبح الذي يساهم في إنعاش صندوق ….، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على سوء التدبير وتغليب المصلحة الفردية على المصلحة العامة.
وما يثير هذه السنة هو غياب لجنة مراقبة المسابح و اخد عينة من الماء للتأكد من جودتها ، واتخاذ قرارات تبين مدى صلاحيته وكذا الطاقة الاستيعابية للمسبح العمومي الوحيد بالمدينة التي تتسع لأكثر من 80 ألف نسمة .
ونشر رئيس المجلس مجموعة من الصور التي “تخلد” لهذا “الحدث” الذي جاء بعد موجة من السخرية على خلفية افتتاح بعده اغلاق بعده افتتاح…
وجاء في إعلان في صفحة الجماعة أن “المصالح الجماعية اتخذت جميع التدابير والترتيبات لاستقبال المرتادين في أحسن الظروف وذلك بتنسيق مع السلطة المحلية”. واعتبر الكثير من المنتقدين على “التراجع” الذي يشهده أداء المجلس.
وكانت أصوات قد تعالت، في الأيام الأخيرة، تتساءل عن ملابسات التعثر الذي شهده الارتباك في فتح أبواب المسبح الذي يعتبر من المتنفسات المهمة في مدينة الصخرة ، في وجه الساكنة المحلية، في حين بررت المصالح الجماعية التأخر بترتيبات “تقنية”.
ويقول نشطاء محليون إن المدينة تعاني منذ ما يقرب من 3 سنوات من جمود شبه تام لمشاريع التنمية، ما زاد من تدهور البنيات التحتية، وهو ما ينبغي على رئيس المجلس وأغلبيته المطلقة تقريبا العمل على تجاوزه عوض “هدر الزمن التنموي”
في الوقت الذي كان حريا على هذا المنتجع الذي يعتبر المتنفس الوحيد والأوحد أن يكون حضنا لأطفال وشباب المدينة والمرتادين من أبناء الفقراء والمهمشين ممن لم تسعهم الإمكانيات في قضاء عطلهم في المدن الساحلية .
إن زائر هذا المنتجع، أول ما يصطدم به في جنبات المسبح قاصرين وبين أناملهم الحليبية لفافات السجائر والبعض منهم تدرك بحدسك أنه خارج المألوف البشري من شدة احمرار عينه وهو مؤشر دال على تناوله لحبوب الهلوسة، وهذا ليس حكرا على الذكور من أبناء المدينة بل حتى الإناث ممن رمت بهن معضلة الفقر إلى أحضان رفقاء السوء وتجار المخدرات … .
هذا الوضع استنكرته أمهات وأباء أطفال المدينة ، مستغربين من عدم تحرك الجهات المعنية وعلى رأسها المجلس الجماعي ومديرية التربية الوطنية للقيام بالمتعين، وترك هذا الفضاء يؤدي أدواره التربوية والطبيعية في وجه أطفال وشباب المدينة .
و السؤال المطروح على المشرفين على هذا المرفق : كيف يعقل أن يستقبل هذا المسبح اكثر من طاقته الإستعابية ؟!
فهل ستتحرك السلطات المختصة، من المجلس الجماعي لمدينة ازرو والسلطات المحلية وعلى رأسها عامل صاحب الجلالة على إقليم افران لمحاربة الظاهرة وتحرير الفضاء من الممارسات الشاذة وبالتالي استعادته لصالح القيم التربوية لمثل هذه الفضاءات الإجتماعية؟
ولنكون منصفين وكما عهدتم في المشروع التنموي الذي وضعتم لهذه المدينة العتيقة نعطي كل ذي حق حقه .. نعم مفوضية الأمن بأزرو في شخص رئيسها قامت بواجبها رغم نقص مواردها البشرية إلا أن اليد.الواحدة لاتصفق ، سيقول البعض أننا نجاملهم لكن نحن لانجامل أحد فهذا ماعاينته الجريدة أثناء التحقيق الذي قامت به في شأن هذا الموضوع .