أزمة القيادات داخل بوليساريو و خطة جنرالات الجزائر.

عملت الجزائر مند احتضانها لجبهة بوليساريو بتندوف على مسألة الدفع بالهرمونية السكانية للتندوفيين لتولي زمام القيادة داخل جبهة بوليساريو، ممن كونتهم في معسكراتها ودربتهم في دهاليز مخابراتها .

ولا غرابة وبعد عملية اغتيال الشهيد الولي مصطفى السيد الذي اختار خيار الثورة بدل الدولة ، ان تدفع مخابرات بومدين بعبد العزيز المراكشي الى منصب رئاسة جمهورية وهمية تفتقد الى ابسط اركان السيادة ، فالرجل الراحل من قبيلة الركيبات فخد الفقرة القبيلة الأكثر تمثيلا بتندوف ، هذه الأخيرة التي لم تستطع فرنسا إحتلالها شأنها شأن باقي مناطق الصحراء الشرقية المغربية ، الا عن طريق 700 جندي فرنسي مسلحين بعتاد حربي متطور ، واجهتهم مقاومة وطنية شرسة سلاحها بنادق البارود والسيوف والسكاكين ، بل لم تستطع ضمه الى صنيعتها الجزائر الا باغتيال شيوخ المنطقة و سجن رجالها والذي رفضوا الاستفتاء لصالح الجزائر باعتبارهم مغاربة ، ووثائق عدة كشف عنها الارشيف العسكري الفرنسي شاهدة على تلك الملحمة .

إن التطرق لقيادات على المقاس دفعت بها الجزائر لتحمل المسؤولية في جبهة البوليساريو، وربطنا علاقتها القبلية بإشكال أحقية القيادة، ونحن لا نشك أنه لو ترك التفاوض وحل اشكال الصراع بين المغرب والصحراويين بتندوف لانتهت المأساة، ولإجتمعت الأسر، وتمت مواصلة بناء مجتمع سليم، ولأن القيادة المتحكم في تندوف لاعلاقة لها بالصراع ، ابراهيم غالي ومن معه من قيادات كالمدعوا خطري الدوه من قبيلة تنواجيو الموريتانية وهو تاني رجل بعد بن بطوش باعتباره رئيس برلمان الجمهورية الوهمية .

اقول قيادات ورقية لا تحبذ ان تجعل للمشكل نهاية، لأنه نهايتة هو نهايتها، و لسبب بسيط كونها لن تجد لها وطنا ولأنكشف الغبار وسدل الستار عن قيادة تدعي انتماءها لقبيلة وتحدث بلسان مجتمع راضخ.

إن صراع الصحراء المغربية والجزائر وصنيعتها بوليساريو عرف منعطفا مهما وحاسما بعد الإعتراف الامريكي والدولي وأهمه القرار الاسباني بخصوص سيادة المغرب على صحرائه هذه السيادة التي لم يعد يجاحد فيها أحد وهاهي دولة البيرو تسحب اعترافها بجبهة بوليساريو لتحصد معها ديبلوماسية الجزائر المزيد من الهزائم .

فهل فطنت الحزائر الى أن استمرار قيادة بعيدة عن اوجه الصراع في الصحراء المغربية؟ ،قيادة لا علاقة لها بالإنسان والمجتمع الصحراوي في التحكم بمجتمع راضخ، في مسألة التسابق لإرضاء المتسلط المتحدث بلسان السلطة لمجرد اتقاء للشر وربما طمعا في الرضا ، مما اثر بشكل مباشر في الميزان المجتمعي بين السيد والتابع لتكون القاعدة فيه، وشرط الوطنية لا يتعدى علاقة المحكوم بمدى تقربه من سيده .

لا غرابة أن ينكشف الستار اليوم عن خطة دائرة الاستعلام والأمن بجهاز المخابرات الجزائري المعروف اختصارا ب DRS والذي يشرف حاليا على إعداد لائحة جديدة بأسماء صحراويين ينتمون لقبائل الساحل لقيادة المرحلة القادمة في تنظيم بوليساريو، المهمة الجديدة التي يشرف عليها شخصيا مدير جهاز المخابرات الجزائري وبتنسيق مباشر مع الجنرال عبد الغني راشدي رئيس مديرية الوثائق والامن الخارجي بنفس الجهاز و جنرال آخر رئيس مديرية العلاقات الخارجية والتعاون بنفس الجهاز.

كل ذلك بإشراف مباشر من الجنرال سعيد شنقريحة وبموافقة مسبقة مع الرئيس عبد المجيد تبون ومباركة تامة من القيادة الحالية للجبهة والذين اجمعوا على تقديم استقالات جماعية خلال المؤتمر القادم لجبهة بوليساريو ليفسحوا المجال لقيادات من الصف الثاني تنتمي اغلبها لقبائل الساحل خصوصا ركيبات الساحل وأولاد دليم والعروسيين و بعض من قبائل تكنة.

لنقف على ان حكام الجزائر يدفعون بمقارية جديده كمحاولة للتجاوب قدر المستطاع مع تطلعات بعض منن كتب لهم البقاء رغم قساوة الاحتجاز والتضييق على منح جوازات التنقل والغاء الزيارات المتبادلة للأسر الصحراوية التي كانت ترعاها الأمم المتحدة خاصة لفائدة الساكنة الأصلية للساقية الحمراء ووادي الذهب الذين لازالوا يقبحون بالمخيمات ، وفي انسجام كذلك مع ماخرج به السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية بالامم المتحدة السيد عمر هلال والتي مفادها ان التعامل سيقتصر فقط على الساكنة الأصلية وهذا قد يبرز حتى في المفاوضات القادمة حيث من الممكن أن تضع المملكة شروطها على الأمم المتحدة بأن تتفاوض فقط مع من هم من أصول الساقية الحمراء ووادي الذهب.

 

ذ/ الحسين بكار السباعي

محام وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق.

مترافع وباحث في قضية الصحراء المغربية

Exit mobile version