أخبار وطنية ودولية

المغرب و أزمة العطش

العلاقة بين الإنسان و الماء معادلة الحياة و الموت،

هي علاقة مرحلية بين الإنسان والمخلوقات المحيطة به من جماد ونبات وحيوان، تبدأ مع الإنسان في بدايته، وتنتهي معه في نهايته، إذن  فمنسوب المياه الذي أسكنه الله في خزائن الأرض كاف لاستمرارية الحياة بكل أشكالها، وأي خلل على هذا الصعيد فإن مرده إما إلى سوء إدارة الإنسان لعملية تقاسم المياه والابتعاد عن خط العدالة في توزيعها، وإما إلى ظلمه وفساده وتعسفه في التعامل مع الطبيعة ومصادر الطاقة المودعة فيها، وهو ما أشار له قوله تعالى:{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}(الروم:41).

إن تعسف الإنسان وظلمه وكذا سوء إدارته لهذه الطاقة العظيمة أو النعمة المباركة من الماء قد نجم عنه العديد من المخاطر والأزمات، لعل أشدها خطرا وضررا على الإنسان والحيوان وكل أشكال الحياة على هذا الكوكب مشكلة نضوب الماء، إن مرد هذه المشكلة التي تجتاح الكثير من بلدان ما يعرف بالعالم الثالث، وتتهدد الحياة فيها بخطر الجفاف والتصحر ترجع إلى…

– كثرة استنزاف المياه واستهلاكها.

– سوء توزيع الثروة المائية…

– عدم استغلال الإنسان للمياه الصالحة للاستعمال إلا بكميات قليلة…

 

يكفينا ما نرى ونسمع من تصحر وجفاف، وما يقال عن أن حزام المطر الذي تتكون منه الأنهار بدأ يتحرك إلى نصف الكرة الجنوبي، وحيث إن اليابسة التي عليها الحياة كلها تقريبا في نصف الكرة الأرضية الشمالي، فمعنى ذلك أن الأمطار ستصب في المحيطات، وسبحان القادر على كل شيء وهو يقول: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30].

 

يكفينا أيضا ما يؤكده العلماء من خطورة ذلك الثقب الموجود في الغلاف الجوي للأرض، حيث ينفذ من خلال هذا الثقب إشعاعات شمسية تحلل الماء العذب وتجعله مالحا، ويأتي ذلك في نفس الوقت الذي يكثر فيه الجدل عن الأمطار الصناعية، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 – 70].

 

سبحان الله الذي جعل من الماء كل شيء حي وهو ما جاءنا في سورة الأنبياء آية 30 «وجعلنا من الماء كل شيء حي» صدق الله العظيم.

 

المعطي بنسليمان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى