
بقلم: عبد الحكيم البقريني
مرة أخرى يتجدد النقاش حول تأثيرات تغيير الساعة القانونية في المغرب، باعتماد التوقيت الصيفي (GMT+1) طيلة السنة، مع استثناء شهر رمضان. وعلى الرغم من تبرير الحكومة لهذا القرار بكونه يساعد على ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين الإنتاجية، فإن العديد من المغاربة يعبرون عن استيائهم من تداعيات الساعة على صحتهم، وعلى نمط حياتهم اليومي.
أكّد العديد من خبراء الصحة أن تغيير التوقيت يؤثر سلبا على الساعة البيولوجية للإنسان، الشيء الذي يؤدي لاضطرابات في النوم، والاحساس بالتعب المزمن، والتوتر، فضلا عن انخفاض مستويات التركيز. والتكيف مع التوقيت الصيفي قد يتطلب وقتا، ويؤدي إلى اضطراب إيقاع النوم والاستيقاظ، خاصة عند الأطفال وكبار السن والعمال الذين يبدؤون يومهم مبكرا. وقد ربطت هذه الدراسات العلمية بين تغيير الساعة وزيادة خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، ذلك أن الحرمان من النوم يفضي لارتفاع مستوى الكورتيزول في الجسم، مما يزيد من التوتر والاجهاد. كما أن نقص التعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر يؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين، الذي يلعب دورا أساسيا في تنظيم النوم.
في المغرب، يتجدد الجدل والنقاش حول الساعة الإضافية مع كل دخول مدرسي ومع كل رمضان كما يحدث الآن، حيث يشتكي المواطنون من آثارها السلبية على نمط حياتهم. فمن بين أكثر الشكاوى نجد:
– صعوبة استيقاظ الأطفال والتلاميذ صباحا والذين يجدون أنفسهم مضطرين للاستيقاظ في الظلام والذهاب إلى المدرسة في ظروف غير مريحة، ومنها عدم تناول وجبة الفطور والتي تعدّ من أهم الوجبات بالنسبة للمتعلمين.
– الإرهاق والتعب المستمرين، بسبب قلة النوم وصعوبة التأقلم مع التغيير الزمني.
– المخاوف الأمنية، حيث يشتكي من الخوف، والشعور بعدم الأمان عند خروجهم صباحا في جنح الظلام.
– عدم وجود فائدة واضحة، فالكثيرون يرون أن التوقيت الصيفي لا يعمل على توفير الطاقة بشكل حقيقي، بل يزيد من الضغط النفسي والاجهاد الجسدي.
أمام هذا الوضع، تعالت الأصوات المطالبة بإلغاء التوقيت الصيفي، والعودة إلى التوقيت العادي (GMT) بشكل دائم، خصوصا بعدما أقدمت بعض الدول الأوروبية على التخلي عنه، نظرا لخطورة الأضرار الصحية والاقتصادية المترتبة عليه. كما طالب العديد من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي بإجراء استفتاء أو فتح نقاش مجتمعي موسع حول الموضوع لاتخاذ قرار صائب يعكس رغبات وتطلعات المجتمع المغربي.
وتفاعلا مع هذا الجدل، يبقى السؤال مطروحا، هل ستستجيب الحكومة لهذه المطالب؟ أم أن الساعة الصيفية ستظل واقعا مفروضا على المغاربة؟