الفنانة المتألقة واستشرافها المستقبلي ” فوزية كرادي”
للحديث عن الفن التشكيلي هو نوع من انواع الفنون البصرية التي تصور الجمال عبر عدة أشكال سواءا كانت رسومات ونقوشات ومنحوتات ، لذا تتطلب مهارة وتقنية عالية في صناعتها ، كما أنه يعتبر فنا راقيا الهدف منه ابراز الجمال فقط دون أي عمل به ، ويرجع تاريخه إلى فترة ما قبل تدوين الكتابة التاريخية ، وبهذا تم العثور على أكثر من التماثيل و المنحوتات والتنقيب عن الآثار في مختلف أنحاء العالم ، وفي هذا الصدد نتحدث هنا عن الفنانة التشكيلية المعروفة بالفنانة الصامتة والصمت هنا هو سر وجودها ونجاحها وهي شغوفة بهذا الفن منذ نعومة أظافرها ، فالسؤال المطروح في هذا السياق من تكون هذه الشخصية المتواضعة والأخلاق الحميدة والفكر والثقافة المتوازنين ، وابداعها الفني الجذاب والمميز والمتحضر الذي يرقى بها وبمختلف الشعوب العالم؟ إذا كان الفن يرقى بجميع انواع الشعوب المختلفة فإنه كذلك يعلو ويسمو بصاحبه الذي يتفنن في ابداعه ويتقن مهارته وبالتالي فإن الفن التشكيلي يرقى بالاستاذة فوزية كرادي والتي ترعرعت في بيئة فنية وكانت تعشق الفن منذ صباها حتى أصبحت مولعة بهذا الفن وهي أيضا تحب الثراث التاريخي بكل أشكاله المادي واللامادي، إذا كان الفن التشكيلي نوع من انواع الفنون الذي يعبر من خلاله الفنان عن أفكاره ومشاعره و من ثم يسعى إلى تحويل المواد الأولية إلى أشكال جميلة كالعمارة أو التصوير والزخرفة والنحت وعليه فإن الفنانة الموهوبة فوزية كرادي وظفت هذه الاليات من خلال احتكاكها بالمجال الفني والبيئة التي نشأت فيها ثم اهتمامها بالثراث الثقافي ذات الانطباعي، وبهذا نقول على أن الأستاذة تميزت بكونها فنانة وباحثة ومبدعة في وقت واحد وعززت طموحها الابداعي بكونها تتلمذت على يد فنانين كبار والاطر لهم ذراية واسعة في مجال الفن التشكيلي حتى أصبحت متأثرة بعدة مدارس الفنية على سبيل المثال: المدرسة الإنطباعية والتجريدية والكلاسيكية، مما أدى بها إلى التنوع الثقافي والفني وهي الآن تلعب دوراً كبيراً ومهما داخل الساحة الفنية والابداعية، وتعتبر أيضا سفيرة دبلوماسية للفن التشكيلي من خلال مشاركتها في عدة تظاهرات فنية سواء داخل التراب الوطني أو خارجه وكانت نتيجة لهذه المشاركات هو حصولها على عدة شواهد تقديرية يمكن توضيحها على الشكل التالي:. __ حصولها على شهادة تقديرية من طرف المديرية الجهوية للثقافة لجهة مراكش آسفي سنة 2019__ حصولها على شهادة تقديرية بتنسيق مع مجموعة من الجمعيات__ حصولها على شهادة تقديرية من طرف عدة مؤسسات التربوية من خلالها تفوقها لاكبر لوحة التشكيلية سنة 2021 ، ولازال هناك العديد من الشواهد التقديرية سواء داخل التراب المملكة المغربية أو خارجها، كما أن الفنانة فوزية كرادي تزاول مهنة التدريس في إحدى المؤسسة الخاصة لتدريس المادة المتعلقة بمجالها الفني، ومن الواضح أن التربية الفنية تلعب دوراً هاما في بناء شخصية الإنسان فهي تساهم مع بقية المواد الدراسية في تكوين فردي ذي شخصية متوازنة ومتكاملة، وفي هذا السياق يؤكد لنا أحد الباحثون على أهمية الفن في التربية باعتباره القوة المهذبة لغريزة الإنسان والتي ترفعها إلى المستويات الرفيعة فهو يهذب النفس البشرية، ويضمن لها نموا في الذوق والاحساس بالجمال، إضافة إلى اكتساب المهارات الفنية، وعليه فإن الفنانة المتألقة فوزية كرادي والتي هي الشغل الشاغل في هذا الموضوع، وهي ضمن الرائدات من الرواد للفن التشكيلي داخل المؤسسات التعليمية وخارجها وجعلت من التربية الفنية جوهرا للتربية الوجدانية التي تغني الفرد روحيا وتكمل اهتماماته العملية والفكرية فعلى سبيل المثال فالطفل يجد في الفن طريقة للتعبير عن انفعلاته واحاسيسه، والمراهق يجد في الفن طريقة للتعبير عن طموحاته ورغباته الخيالية، والبالغ يجد في الفن طريقة للتعبير عن أفكاره وتشكيل شخصية المستقبلية، وفي هذا المنوال نقول على أن الفنانة فوزية كرادي ابدعت وانجبت أجيال المستقبل مبنية على أسس وقواعد حضارية والانفتاح على العالم ملئ بالحب والعطاء وذلك من خلال اللوحاتها الجميلات وهذه الميزة من المميزات عند الفنان المحترف في الفن التشكيلي. صفوة القول أن الفنانة فوزية كرادي لقد جعلت من الفن التشكيلي رسالة النبيلة من أجل خدمة الوطن بالدرجة الأولى ثم لتحقيق ذاتها من الدرجة الثانية، وجعلت أيضا من الفن التشكيلي مبني على القيم التسامح والتعايش بين الأديان والانفتاح بين مختلف الحضارات، وما احوجنا مثل هؤلاء الفنانين التشكيليين ليعبيروا قيم التسامح والتعايش ونشر السلم والسلام واثبات الهوية المغربية في جميع أنحاء العالم