أخبار وطنية ودولية

دخول مدرسي بلون المدرسة الرائدة والوزارة الراقدة والنقابات الراكدة.

بقلم: عبد الحكيم البقريني.

يبدو أن الدخول المدرسي الحالي (2023– 2024) يختلف كثيرا عن غيره، إذ أطل علينا بمشروع المدرسة الرائدة؛ وهي خطة تجريبية شملت عينات من المدارس، استفادت من التأهيل والتجهيز بمعدات إلكترونية، وتكوين أطرها لإرساء بيداغوجية هي الأخرى مستوردة، مع استفادتهم من تحفيزات مالية مقابل تنفيذ ما التزموا به.

المدرسة الرائدة مرحلة أخرى للهدر التنموي وتجاوز الخلل التعليمي بإيجاد الحلول الناجعة. ففي الوقت الذي كنا ننتظر من وزارة التربية إنصاف رجالها ونسائها وإيجاد الحلول لما تراكم من مشاكل، نجدها تدس رأسها بالرمال، وتعلن سياسة الآذان الصماء، لتكون بذلك الوزارة الراقدة مستأنسة بخطاب نقابات اعتادت الجعجعة، وهي بذلك نقابات راكدة.

طالعتنا الوزارة الراقدة مع بداية الموسم الدراسي بمشروع نظام أساسي طالت مدة حمله، ظاهره البريق وباطنه يخفي العديد من المآسي، وبمدرسة رائدة من تمويل رجال التعليم ونسائه من خلال مؤسستهم الاجتماعية، طالعتنا باقتطاعات من أجور أطرها، وبالمزيد من الفئوية في القطاع بتزكية ومباركة من نقابات تتقن قرع الطبول والدفوف، وتتغاضى عن المشاكل الحقيقية للقطاع، وربما ساهمت في تمرير القرارات المجحفة.

النقابات الراكدة صمتت عن المطالبة بتنفيذ وتفعيل اتفاق 26 أبريل 2011 وما أعقبه من التزامات واتفاقات، والوزارة الراقدة متمادية في الاذلال وتكريس الهشاشة بالقطاع مع تباهيها بمدارس رائدة لن تحقق أفضل مما حققته المخططات السابقة والتي كانت عبارة عن جرعات تؤجل الموت السريري الذي يعرفه قطاع التعليم المغربي والذي تعبر عنه بشكل جلي التصنيف العالمي لمنظومتنا الهشة.

إن إصلاح التعليم رهين بالوضوح في الرؤية، وإنصاف الأطر الإدارية والتربوية وصون كرامتهم، إذ قبل بناء وإعلاء البنيان وجب بناء الإنسان، فلا يمكن أن نحقق نجاحا تربويا بأطر تعاني الهشاشة والتهميش والدونية مقارنة مع باقي القطاعات، فقبل المدرسة الرائدة يجب أن يكون المدرس رائدا، مستمتعا بحقوقه، غير حاس بالدونية. وأن تكون الوزارة من الداعمين له، وأن تشعره بالدفء والسمو، وألا تكون طاردة، باعثة على النفور من القطاع، وأن تكون النقابات على أهبة للتصدي لكل محاولات الاعتداء على الحقوق، لا أن تحابي الباطرونا والمشرفين على القطاع.

هو دخول مدرسي بلَوْنِ المدرسة الرائدة والوزارة الراقدة والنقابات الراكدة، دخول لن يحقق طفرة الانتقال نحو الرقي، فكل المؤشرات تدل على أننا سنبقى نتذيل التصنيف العالمي، إن لم نتراجع في الترتيب، فالأطر الإدارية استهلت الموسم بمقاطعة المديريات، ومجموعة من التنسيقيات سطرت برنامجا نضاليا، والوزارة وفية لسياسة: ” كم حاجة قضيناها بتجاهل أصحابها “، أما النقابات فهي اختارت سياسة المتفرج. هو دخول مدرسي مكرس لهشاشة القطاع.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى