بعد قراءة رد حزب العدالة والتنمية على القصر الملكي يمكن القول أنه كان خطوة جد شجاعة و مدروسة كما أنه تم بطريقة لبقة و دبلوماسية و أعاد للحزب شيئا من قيمته و مكانته ، فتخيل معي لو أن الأمر يتعلق بحزب آخر كيف سيكون موقفه….أعتقد في نظري المتواضع لن يجرأ على الرد، ثم أنه لم يتأخر كثيرا و هذه أيضا نقطة تحسب له، بالإضافة إلى أنه بقي متشبتا بموقفه و المتمثل في رفضه للتطبيع مع إسرائيل و حقه في انتقاد وزير الخارجية و في نفس الوقت حفظ للملك مكانته و هيبته، و خلاصة القول إنه حزب يمارس السياسة على أصولها رغم ما تعرض له ولازال من سياسة الضرب تحت الحزام ونهج أساليب ملتوية للنيل منه ، بينما نجد في الطرف الآخر أي القصر الملكي يريد من خلال بلاغه أن يبين للجميع من خلال حزب العدالة والتنمية أن السياسة الخارجية هي من اختصاصه و لا دخل لأحد بها وأنه الوحيد الذي لديه القدرة و الإمكانيات لنهجها بالشكل المناسب و ما بوريطة إلا أداة تنفيذ….من هنا نستخلص أن نظام الحكم في المغرب يعيش انفصام في الشخصية عليه أن يعالجه بتحديد ما لقيصر و ما لروما حتى تتضح الرؤيا أكثر و تعرف الأحزاب السياسية حدود ملعبها….و هذا الحدث السياسي بامتياز كشف المستور و أخرج القصر الملكي من الظل ليحدد موقفه و توجهاته، انتهى الكلام…و ما قيل عن وزارة الخارجية يمكن أن يقال عن وزارة الداخلية.
تحرير : ذ.ياسين العثماني.