خطبة الجمعة المتعلقة بالماء وما أثارته من جدال

بقلم:عبد الحكيم البقريني.

مرة أخرى تثير الخطبة الموحدة الجدل والنقاش على صفحات التواصل الاجتماعي والتي كان موضوعها الدعوة إلى الحفاظ على الماء، وإن كانت الموعظة اتجهت منحى الوضوء والغسل، ولعل القاصي والداني يدرك أن هناك جوانب أخرى أكثر تبذيرا للماء، وفي هذا الصدد نورد الدراسة التي أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط سنة 2020 حول استهلاك الماء في المغرب والتي أشارت إلى أن الفلاحة تُعتبر القطاع الأكثر استهلاكاً للماء في المغرب بحوالي 9 مليارات متر مكعب سنوياً، ما يُمثل 87.8 في المائة من إجمالي الماء المستهلك. وذكرت الدراسة أن معُطيات الاستهلاك المباشر للماء تكشف أن كمية الماء المستهلك من طرف القطاع الفلاحي هي أكثر مما يستهلكه قطاعا الصناعة والخدمات، إذ لا يتجاوز استهلاكهما 1.28 مليار متر مكعب. هذا فضلا على أن السياسات الزراعية التي ينهجها المغرب و خاصة بعد تبني المخطط الأخضر الذي شجع الزراعات التصديرية المستهلكة للماء بكثافة ، فإنتاج منتجات من قبيل الأفوكادو والبطيخ الأحمر و الفراولة تستهلك كميات كميات مياه مهولة.. فإنتاج كيلوغرام واحد من البطيخ الأحمر يستهلك 45 لترا من الماء في حالة الاعتماد على تقنية التقطير، مما يعني أن بطيخة بوزن 10 كيلوغرامات قد تستهلك 450 لترا من الماء العذب.. و تبعا لذلك، فكل بطيخة تحتوي على 80 في المائة من وزنها ماءً، وفي حالة تصديرها . فهذا يعني تصدير كميات هائلة من المياه الجوفية غير المتجددة..

كما أن إنتاج كيلوغرام واحد من فاكهة الأفوكادو بدوره يستهلك 1000 لتر من الماء، فالمغرب يصدر أغلى موارده الطبيعية وهي المياه الجوفية إلى الخارج.. وعليه، فإن الماء الذي يستعمله المواطن من اجل الوضوء والغسل ، لا يمثل السبب الرئيس في نذرة الماء و استنزاف هذا المورد الثمين.

Exit mobile version