خواطر من وحي النظام الأساسي لقطاع التربية والتكوين
بعنوان: وفي أنفسكن.. أفلا تبصرن يا نقابات؟؟؟
بقلم : محمد امقران حمداوي
أحيانا نعزو قصورنا إلى أسباب واهية وبطرق ساذجة من قبيل : (ضربني البرد ) ، (مشا علي الكار ) (مشا علي التران) ،( داني النعاس) … وغيرها من أشكال تبرئة الذمة … في التعليم دائما ما نلقي باللائمة على الآخرين … ونعتبر أنفسنا أتقياء أنقياء بل أنبياء لا يأتينا الباطل من أمامنا ولا من بين يدينا ولا من خلفنا… فندخل أنفسنا في سلسلة من اللوم والعتاب بحلقات لا تنتهي… فالمديرون ينسبون فشل التعليم للمدرسين… والعكس صحيح … والمدرسون ينسبونه للتلاميذ والآباء والأولياء والعكس بالعكس… والمفتشون ينسبونه للمديرين الإقليمين والجهويين … والعكس بالعكس… والمديرون الإقليميون ينسبونه للوزير….والعكس بالعكس… والوزير ينسبه للكاتب العام للوزارة… والعكس بالعكس…ومن الطبيعي أن تتحول نقاشاتنا أو قل مناقشاتنا أو قل عتاباتنا إلى حوار (طرشان) وتتحول نداءاتنا إلى تراشق بالكلمات وتبادل للتهم ، بل وإلى شتائم تسير بنا إلى أسفل سافلين.. فمنذ عقود ومنظومة التربية والتكوين تعيش على وقع الإصلاح أو قل على وقع محاولات الإصلاح أو قل على وقع إصلاح الإصلاح … دون أن تعلن الإدارة الوصية عن أي إرادة حقيقية للإصلاح… أو إلى أي إنصاف حقيقي أو قل إنصات حقيقي لنبض رجل التعليم … في الوقت الذي تعيش فيه قطاعات أخرى على إيقاع تحفيزات مطمئنة ( القضاء، الصحة ،التعليم العالي، المحافظة العقارية…)
في قطاع التربية والتكوين لم يعد مقبولا أن تتذرع الحكومة أو الوزارة الوصية بكثرة عدد رجال ونساء التعليم … أو قل لم يعد مقبولا أن تتبرع الحكومة على قطاعات أخرى بزيادات ثمينة … وتترك الحبل على الغارب في قطاع التعليم الذي يعتبر مشتلا خصبا لكل القطاعات الأخرى… لم يعد مقبولا أن تتحدث الحكومة عن عوز في الإمكانيات المادية أمام روائح تزكم الأنوف عن حجم التعويضات التي يتواطأ على تقسيم كعكتها محظوظون في قطاعات مختلفة… وفي مؤسسات دستورية مختلفة… وفي مؤسسات شبه عمومية… تعويضات ثمينة تتقاضاها كائنات لم تجرب يوما واحدا أو ساعة واحدة حجم المعاناة التي يعيشها رجال ونساء التعليم في العصر الحالي…
إذا استوعبنا الدرس جيدا سنفهم بسهولة أن مشروع النظام الأساسي لهيئة التعليم ما هو إلا مظهر من مظاهر الفشل … فشل علقته النقابات على مشجب الحكومة… وخرجت في اليوم العالمي للمدرس للتظاهر مع رجال التعليم في “رباط المتنبي” بتعبير حسن أوريد…
لم أعد أفهم شيئا … نقابات تقول بأنها عبرت عن رفضها للنظام الأساسي … قالت الأعراب آمنا… لماذا (لم) سكتت النقابات عن نوايا الحكومة؟ وعندما تظاهر رجال التعليم خرجت لتعلن غضبها معهم ؟ نقابات قالت بأن ملاحظاتها ومقترحاتها وتعديلاتها لم تأخذها الحكومة بعين الاعتبار …لم سكتتن أيتها النقابات إلى حين اليوم العالمي للمدرس؟؟
أجبن عن السؤال… رجال ونساء التعليم ينتظرون الجواب…
وفي أنفسكن أفلا تبصرن … حسبي الله ونعم الوكيل…