أخبار عامةمجتمع

خروقات الأمن الخاص بالمستشفيات العمومية إلى أين .

يحدث هذا تحت أنظار وسمع المواطن المغربي البسيط الذي يرتاد المستشفيات العمومية وفيهم الطفل الصغير والشيخ الهرم بصيغتي المذكر والمؤنت، إذ يكون في الاستقبال مع ولولوج باب المشتشفى رجال يملكون من الغلظة في القول ما يستفز الناس ناهيك عن عبارات الوصم والازدراء دون أن يجد المواطن من يرفع له شكايته، وقد أثارنا الليلة على غرار الأيام السالفة وجود شابين يعترض أحدهما سبيل الناس بالوقوف وقوفا يملأ الباب ليقوم الآخر بإطلاق الكلام على عواهنه دون مراعاة لحالات الأطفال أو لنفسية أمهاتهم وآبائهم…فالكلمات النابية التي تروم استفزاز الناس سلوك غير مقبول في الأبواب الرئيسية في أبواب المستشفيات، على شفى الأمتار الأخيرة التي سيقطعها والد أو والدة الطفل الرضيع الذي يقوم بزيارة المستشفى الجامعي للأطفال بعاصمة مغربنا التواق إلى التقدم والرقي….ولعل ما أثار حفيظتنا هو ذلك التعامل الفج الذي صدر من عنصر الأمن الخاص في اتجاه إحدى المنتميات إلى الكادر الطبي والشبه الطبي بالمستشفى الجامعي للأطفال بالرباط سلوك يبعث عن الاشمئزاز، وهنا سأتوقف قليلا، هنا سأتوقف قليلا لوصف كم العنف الرمزي الذي يشعر به المواطن حينما يرى بأم عينه الإهانة الصادرة من عنصر أمن خاص في اتجاه أصحاب الدار لا سيما إذا تعلق الأمر بالعنصر النسوي الذي يشتغل ليلا بمستشفى الأطفال بعاصمة المملكة المغربية الشريفة، عنا سأتوقف قليلا لأستحضر مناظر العنف الرمزي والمادي داخل أسوار مستشفياتنا ليلا، سواء تعلق الأمر بالوحدات الاستشفائية الخاصة بالتخصصات أو الولادة أو الأطفال…فأي انطباع يتكرس في ذهن المواطن المغربي بمختلف الأعمار ذكرا كان أو أنتى…

إن المجهود الذي تبدله وزارة الصحة فيما سلف ذكره لن يكون له أي أثر ما لم يتم الاشتغال على مشكل الأمن الخاص بمختلف المشتشفيات إقليمية كانت أو وطتية، ولعل إيفاذ لجان محايدة لأبواب المستشفيات بين الفينة والأخرى سسكون له بالغ الأثر في تقييم سلوك عناصر الأمن الخاص وتقويمه، فما قمنا بسرده نذر قليل من الممارسات التي لا تمت للأخلاق بصلة، والتي تصدر عن بعض حراس الأمن الخاص، والمثير للاهتمام أن جزء كبير من المنتمين لهذ الجهاز يستنكرون جملة من التصرفات من بينها العنف بنوعيه والوساطة والازتشاء….إن السيد الوزير المشرف على القطاع مدعو إلى زيارة مستشفيات العاصمة كمواطن عادي وبسيط كما هو شأن المغاربة المرتادين للمستشفيات ليلا، وسيرى العجب العجاب…وسيقف هو الآخر قليلا على الممارسات المشينة التي تحدث من عناصر ينتمون لجهاز تتعاقد معه الوزارة للحرص على أمن المؤسسات…إن ما قام به عنصر الأمن الخاص من اعتداء على ممرضة بكلام يندى له الجبين لا يمت بصلة للأمن كما أصبح يشاهده المواطن المغربي اليوم سواء تعلق الأمر بعناصر الأمن الرسميين بالمدن أو عناصر الدرك الملكي بالأوساط القروية أو شبه الحضرية….

إن أي مواطن صغر شأنه أو كبر سيقف قليلا أمام ممارسات الأمن الخاص لاستهجانها نظرا لجرعة الحرية التي يتنفسها من خلال تعامل عناصر الأمن الرسمي، وإذا كان الأمر هكذا فمن الأحسن عدم التعاقد مع شركات الأمن الخاص وفتح باب التشغيل لموظفين يؤدون مهام الأمن النفسي قبل أي تدخل كيفما كان نوعه…إن جل الممارسات التي نراها في أبواب المستشفيات وداخلها ومن بينها الاعتداء على ممرضة لفظيا لا علاقة لها بالأمن الخاص وهي تدعونا جميعا لأن نتوقف قليلا….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى