قام عامل صاحب الجلالة علىٰ إقليم تيزنيت يوم أمس الثلاثاء 10 يناير الجاري ،بزيارة رسمية للمدرسة العلمية العتيقة تكثرت بجماعة إداڭوڭمار ، بمناسبة الدورة الأولىٰ للطائفة الولتيتية وذلك بتنسيق بين الجماعة وجمعية رعاية المدرسة وبدعمٍ وتمويلٍ من المحسنين وكان في مقدمة استقبال الوفد العاملي السيد أحمد باحماد رئيس المجلس الجماعي رفقة نوابه وبعض أعضاء المجلس وعدد مُهم من أعيان المنطقة.
في البداية وبِبَاب المسجد أعطىٰ السيد الحاج حسَان السعيدي الفاعل الجمعوي و المؤرخ بالمنطقة نُبدة عن المدرسة و دورها الإشعاعي و التعليمي وعلاقة عُلمائها وفقهائِها بسلاطين وملوك الدولة العلوية عبر التاريخ عبر رسائل و ظهائر شريفة. وعلىٰ الطريقة التقليدية و وفقاً للأعراف المغربية تم استقبال الضيف الكريم بالثمر والحليب بباب المسجد من طرف بعض الطلبة الذين حملوا أيضاً ألواحهم مخطوطة بفُسيفساء من الآيات القرآنية ومن العلوم و الآداب الشرعية، بعد ذلك تمّ الالتحاق بالقاعة الكبرىٰ للمسجد حيث تناول السيد رئيس المجلس كلمته التي رحب فيها بضيوف الرحمٰن في هذه المعلمة الدينية مُبرزاً دورها التاريخي منذ النشأة الأولىٰ في القرن الحادي عشر مُستدلاًّ بما توفر من وثائق و تواريخ خاصة ما تطرق إليه المرحوم محمد المختار السوسي مجدداً سعادته لزيارة السيد العامل و التي لا تخلو من حُمولات و معانٍ تكرس الوعي الراسخ و المتنامي بمكانة العلم وعلماء الدين و الأماكن الوقفية بالمملكة الشريفة و بالعناية المولوية السامية التي يُوليها مولانا أمير المؤمنين محمد السادس للجانب الديني والروحي في بلدنا والتي تتجلىٰ من خلال الديباجة الأولىٰ للدستور المغربي عبر تاريخه المديد وفي إمارة المؤمنين مؤكداً أن الثوابت الدينية للمغرب يجب أن تُستثمر في تنشئة الأجيال القادمة علىٰ الأخلاق الحميدة لتحمل المسؤولية بكل تفانٍ ونكران الذات وقبل اختتام كلمته التي أشاد بها جميع الحاضرين الذين أجمعوا أنها نبعت من الأعماق و أنها كلمةٌ شاملة كاملة و مُلمّة بكل الجوانب من التأريخ إلىٰ جغرافية المنطقة مُروراً بالاستدلال بالأحاديث النّبوية و بالآيات القرآنية.
و في ظل تلك الأجواء المَمْزوجة بالنفحات الربانية اغتنم السيد الرئيس هذه المناسبة السعيدة ليُعبِّر للسيد العامل عن خالص شكره وتقديره لما قدمه و يقدمه باستمرار بكل روح وطنية وتفانٍ في العمل كلما طُلِب منه ذلك أو من تلقاء نفسه لفائدة جماعة إداڭوڭمار وكل جماعات الإقليم، وهي مناسبة استثمرها السيد الرئيس لشكر كل الإدارات العمومية والشبه العمومية والمندوبيات والسلطات علىٰ كل الأصعدة لتجاوبهم المثالي مع مختلف المراسلات والطلبات الإدارية و المطلبية الموجهة لهم، كما اغتنم الفرصة لرفع ملتمسه للسيد العامل و من خلاله للجهات الوصية والرامي إلىٰ دعم جهود المجلس و الساكنة عبر ممثل الجمعية لتحديث هذه المعلمة الدينية و الرقي بنظامها التعليمي لتقوم بدورها في التربية والتثقيف والتهذيب و نشر معالم الدين الإسلامي الحنيف.
بعد ذلك تناول الكلمة و بصفةٍ مقتضبة و بدقة و اختصار الحاج ابراهيم بوزرايڭة رئيس جمعية رعاية المدرسة العتيقة تكثرت، الذي شكر الحضور الكريم مرحباً بضيوف اللّٰه في بيت من بيوت الرحمٰن، كما وجه الشكر للساكنة و الممونين من الساكنة و الأعيان، وذَكَّر بتواجد الطائفة الدرقاوية و ثمن الحِسّ العالي لجيراننا من موردي و مسييري جمعية رعاية المدرسة العتيقة سيدي امحمد أويدير بتغلولو متمنياً للجميع زيارةً ميمونة.
تلاهُ تِباعاً السيد الحاج علي الصالحي رئيس المجلس العلمي لتيزنيت الرجل الكفء المخلص للّٰه ولدينه وملكه والذي خَبَّر المنطقة تاريخياً و جغرافياً ويعرفها جيداً برجالها وأعلامها و دواويرها و مساجدها وكل المعالم و الأعلام المرتبطة بها فحاول -و وفقَّه اللّٰه في ذلك- ربط ماضي المعلمة بحاضرها و ارتباطها الدائم بسلاطين و ملوك الدولة العلوية الشريفة.
و استطرد فقيه المدرسة الحاج سعيد بركات وبلغة عربية فصيحة و بكلمات مؤثرة مستعرضاً كل الجوانب المتعلقة بالمعلمة الدينية و بتاريخها و أعلامها و مرافقها وعدد طلبتها ونوعية العلوم والفنون التي تُلقن لهم ، وبدا الرجل متمكناً ضالعاً و غارفاً من كل مشارب العلوم الدينية و اللغوية و الشرعية ، شاكراً الساكنة و القيمين علىٰ المدرسة علىٰ حُسن تنظيمهم و إحسانهم وكرم ضيافتهم لكل وافد و ضرب موعداً السنة المقبلة إن شاء الله بنفس المكان ونفس المناسبة.
و في الأخير تم الدعاء لعاهلنا المُفدىٰ جلالة الملك محمد السادس نصره الله سائلين اللّٰه تعالىٰ أن يُبقي ملكنا الهمام ذُخراً و ملاذاً لشعبه الوفي، ضامناً لعزة الوطن و استقراره، وأن يقر عينيه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولايَ الحسَن ، وصاحبة السمو الملكي الجليلة للا خديجة ، وأن يشدّ أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي رشيد ، و بسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة إنه سميع مجيب الدعاء.