لقاء خاص…..مع الأستادة راضية

مع الاستاذ : حسن برني زعيم.

**: لعل المهتمين بالشأن الأدبي ينتظرون من الأستاذة راضية مبدعة رواية مدن الحلم والدم تقديم نفسها بالطريقة التي تفضلها، فمن هي ألأستاذة راضية ؟

*** راضية العمري من مواليد مدينة القصر الكبير محامية بهيئة المحامين بطنجة حاصلة على الماستر من كلية الحقوق بطنجة ومقبلة على مناقشة أطروحة دكتوراه بكلية الحقوق اكدال بالر باط في موضوع حماية المرأة المغربية بين القانون والواقع .

صدرت لي سنة 2017 روايتي الأولى مدن الحلم والدم عن دار السليكي إخوان بطنجة والثانية ورود تحترق سنة 2019 عن دار الأمان بالرباط

كما سبق ونشرت لي بعض القصص القصيرة .

** متى استهوى الأدبُ الأستاذةَ راضية العمري؟ هل مع الأمر حدث معين؟

*** منذ الطفولة… كنت قارئة صغيرة نهمة حيث قرأت كل قصص الأطفال التي تدخل مكتبات مدينة القصر الكبير، بعد ذلك تنوعت قراءاتي بحسب مراحلي العمرية فكنت إقرا كل ما يصل الي يدي وفي كل انواع الابداع والمعرفة فقرات في الأدب والتاريخ والفلسفة والدين …..

إلا أن تجربتي في الكتابة هي التي ارتبطت بدوافع أحدها ذاتي وآخر موضوعي.

 

** ما نصيب تأثير أسرتك أو معلميك وأساتذتك في شغفك بالقراءة وأنت طفلة؟

 

*** من الأكيد أن الأسرة كان لها التأثير الإيجابي في مسيرتي الإبداعية وحتى العلمية وخصوصا والدتي رحمها الله التي كانت تحب وتقدر العلم والتعلم وأصرت على أن اتعلم وأكمل تعليمي ، وربما كانت تريد تحقيق ما حلمت به من خلال ابنتها وهو ما تحقق لها بالفعل ودون أن أنسى تأثير بعض اساتذتي سواء منهم بالمرحلة الابتدائية او الثانوية خصوصا أساتذة اللغة العربية الذين كانوا يحيطونني بعناية خاصة ، وأذكر أن أحدهم لا حظ ملكتي الخاصة في الكتابة والتعبير فطلب مني أن اكتب قصة…. أتذكر انه وضعها بالمجلة

الحائطية بالثانوية المحمدية بالقصر الكبير ثم دأب على تشجيعي على القراءة والكتابة.

**

***الإنتاج الأدبي موجه بالأساس لعموم القراء ثم يأتي النقد في رأيي ليعيد إنتاج النص من جديد باليات وبعيون النقد المتخصص اعتقد. ان القارئ يبقى قارئا والناقد يبقى ناقدا المطلوب فقط ان يكون القارى جيدا وذكيا في اختيار ما يقرا اذ ليس المطلوب منه ان يمتلك آليات النقد والا سنجبر كل القراء على أن يصبحوا نقادا متخصصين وهذا أمر غير ممكن بطبيعة الحال .

 

 

 

 

 

وأما عن استهداف القارئ فأقصد لغة الخطاب بالأساس. وهل تستحضرين درجة الوعي ومستوى اللغة عند صياغة الخطاب. وانت تعلمين أزمة الخطاب في تناول المعرفة بشكل عام والأدب بشكل خاص.

؛؛٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

لا انا اكتب من داخل ومن وحي شخصيات النص وعندما تكون بيئة الأحداث ذوات مثقفة فاللغة اكيد تختلف عما إذا كانت ذوات مغايرة و هكذا اجد ان اللغة تتواطا مع شخصيات وتيمة النص .

 

 

……………….

** جاءت نظرية التلقي بمفاهيم جديدة منها اعتبار المتلقي شريكا في حياة النص الروائي من خلال الاختيار والاضطلاع والفهم والتأويل.. ومن هنا صار من المناسب للكاتب أن يختار اللغة المناسبة والصور الأقرب للإدراك من لدن المتلقي المفترض.

إلى أي حد تتفق الأستاذة راضية مع هذا الرأي؟ وهل في ما كتبت من نصوص روائية ما يستجيب لهذا المطلب الفني.؟

 

 

*** انا اعتبر بان المؤلف يمكنه في كثير من الأحيان الا يكون افضل متلق وافضل قارئ لنصه بمعنى هناك دائما قارئ قد يعيد تأويل النص أكثر واعمق مما أراد له المؤلف وبالتالي فسلطة المؤلف تقف عند انتهائه من كتابة نصه وطرحه للقراء.

وهذا حصل معي لأكثر من مرة في جلسات و ندوات أهمت قراءات نقدية لرواياتي بحيث كنت أقف على تأويلات لنصوصي سواء من طرف النقاد او القراء بشكل كان يثير دهشتي في الكثير من الأحيان من قوة عمق القراءة والتأويل.

 

** واجهت الرواية، مثل المسرح، وفنون أخرى اتهامات بإفساد الذوق والأخلاق من خلال العوالم التي تخلقها بين طياتها، وذلك استباقا لردع سلطة التأثير في الوعي الجماعي،

في نظر الأستاذة راضية، ما شكل الروايات وما مضمونها لتكون بهذه الدرجة من السلطة؟

 

 

*** اذا انطلقنا من قوة تاثير الكلمة المكتوبة وخطورتها في التأثير على الفرد والمجتمع وعلى سبيل المثال اعتبر نفسي نتاجا لكل الكتب التي قرأتها فتشكلت معها شخصيتي وحتى نمط تفكيري

فسنستحضر هنا بالضرورة مسؤولية الكاتب فيما يكتب وهنا بالضبط تطرح إشكالية حدود حرية الكاتب هل هي مطلقة لأن الابداع حرية او مقيدة بالنظر لطبيعة المجتمع وخصوصية ثقافته وطابوهاته ايضا .اعتقد ان شرط الحرية في الابداع لازم فلا ابداع بدون حرية اما مسؤولية كل كاتب فيما يكتب فلا تخرج عن خياره الشخصي في الحياة عموما وليس في الكتابة فقط.

اما بالنسبة لقوة تأثير جنس الرواية الآن ففي اعتقادي انها اليوم اكبر جنس ادبي معبر عن الحركة المجتمعية ومرادف ربما لما تقوم به السوسيولوجيا من تحليل وحفر وخلخلة للبنيات والعلاقات والظواهر المجتمعية وهذا ما يفسر ربما تنامي تألقها على حساب أجناس أدبية اخرى .

 

 

** كيف كان ميل الأستاذة راضية إلى القانون لا إلى الأدب؟

وهي تؤكد وجود نفسها في غمار الرواية

 

 

*** اعتقد ان القدر لعب دوره في اختياري لدراسة القانون فوقتها كنت قارئة نهمة نعم ، لكن لم اعتقد اني ساصبح كاتبة يوما ما وربما هذا ما جعلني لا انتسب لكلية الآداب. ورغم اني كنت متفوقة في جميع مواد الشعبة الأدبية عندما اجتزت البكلوريا الا اني فكرت بشكل قدري في دراسة القانون ودون أدنى فكرة مسبقة عنه.

 

 

** حدثينا قليلا عن مرحلة الجامعة وهل عرفت بعض المحطات التي تستحق التوقف عندها؟

 

*** درست بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس و كانت الحركة الطلابية قوية انذاك وأذكر انني درست على يد أساتذة اكفاء ومن خيرة ما انجب الوطن كالدكتورة آمال جلال والدكتورة خديجة طنان و الدكتورة رقية المصدق وغيرهن.

واعتقد ان الجامعة المغربية الان تغيرت كثيرا عن سابقتها سواء عل مستوى التحصيل العلمي او مستوى الطلبة وحتى مستوى الأساتذة وهو اكيد ما أثر على مستوى البحث العلمي في المغرب وربما لهذا أسباب مختلفة ذاتية وموضوعية تستلزم ان تواكب بالدرس والتحليل للوقوف على أسباب الخلل ومكامنه.

** من خلال تجربتك في ميدان المحاماة، وبالنظر إلى عدد القضايا التي تعرض على المحاكم هل يمكن بيان علاقة ما بين القضايا المطروحة أمام القضاء ومستوى الوعي المجتمعي والصراع الطبقي والتعايش ؟

 

*** هذا السؤال ربما ستجد بعض الاجابات عنه في عمل اشتغل عليه تحت عنوان يوميات محامية.

والحقيقة أن ساحات المحاكم هي مرآة مصغرة لكل ما يعتمل داخل المجتمع من صراع للخير والشر وترجمة لدرجة وعي الفرد والجماعة ….فقضايا العنف ضد المرأة مثلا لا تعدو أن تكون ترجمة للعقلية الذكورية السائدة والثقافة النمطية التي تستضعف المرأة وتقلل من شأنها .

ورغم أنه لا يخلو مجتمع من جريمة الا ان طبيعة الجريمة واعدداها يكون مؤشرا قويا على طبيعة المجتمع و درج

ة الخلل الاقتصادي والنفسي والثقافي المتجذر فيه.

 

Exit mobile version