بقلم : عبد العزيز برحايل
عاينت الحواربريس صباح يوم الثلاثاء الوحدة المدرسية أولاد ابن حسين بجماعة الجبابرة بعد تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يلقي الضوء على هذه المؤسسة التي تعاني من إهمال خطير على مستوى البنية التحتية. تفقدنا هذه المؤسسة التعليمية التي لا تعكس الخطابات التي تدعي اتخاذ تدابير جادة للرفع من جودة التعليم في المناطق القروية لتفادي الهدر المدرسي ومنح ساكنة هذه المناطق تعليماً يليق بطموحات المغرب في الخروج من التصنيفات المتدنية في معايير جودة التعليم المعترف بها عالمياً.
ما يسترعي الانتباه عند الاقتراب من هذه المؤسسة هو السور المحيط بها الذي تآكل نتيجة عدم احترام معايير جودة البناء. من البديهي أن الأسوار المحيطة بالمؤسسات التعليمية تُعدّ سياجاً يحميها من كل دخيل أو من كل من سولت له نفسه القيام بأعمال إجرامية قد تلحق الأذى بالتلاميذ، خاصة وأنهم ما زالوا صغاراً. ولكن حسب الوضع الحالي في المؤسسة، فإن الولوج إليها سهل جداً، مما يُعتبر خرقاً سافراً لسلامة المتمدرسين. هذا الخلل المعماري هو نتيجة فساد في كيفية إدارة الصفقات العمومية وغض الطرف من طرف لجان المراقبة، مما يفرض علينا طرح عدة تساؤلات حول الطريقة التي يسهر بها المسؤولون على الحقل التعليمي في تاونات.
أسئلة كثيرة تطرح نفسها: هل راسل السيد مدير المؤسسة الجهات المعنية؟ هل تتفقد السيدة المديرة الإقليمية جل المؤسسات في الإقليم و تنسق مع الأكاديمية الجهوية لجهة فاس مكناس ؟
نظراً للحالة المزرية لساحة المؤسسة حيث تجد الأزبال في كل مكان، مما يُعتبر ضرباً لرسالة المؤسسات التربوية التي يجب أن تكون رافعة لغرس قيم الحفاظ على البيئة لدى الناشئة وتقديم نموذج لهم يعيشونه في حياتهم المدرسية.
دعونا الآن من القيم الجمالية ولنلقي نظرة على سلامة المتمدرسين. كيف يعقل أن صندوق الكهرباء بدون غطاء وخيوط الكهرباء في متناول تلاميذ صغار قد يدفعهم فضولهم إلى لمسها مما قد يعرض سلامتهم البدنية للخطر.
ختاماً، نوجّه رسالة إلى السيدة المديرة الإقليمية لإيلاء الاهتمام بالمناطق النائية وألا يكون محور اهتمامها ما هو قريب منها فقط. فما هو قريب أيضاً ليس بمنأى عن الخلل.