من يخدم أجندة تمزيق الإعلام المحلي بالجديدة؟

عبد الله المستعين
لم يعد خافيا على أحد أن الجسم الإعلامي المحلي بمدينة الجديدة يعيش على وقع صدامات وصراعات باتت رائحتها تزكم الأنوف، خصوصا مع قرب تظاهرة موسم مولاي عبد الله أمغار، وتتناسل المواجهات التي يغلب عليها الطابع الشخصي أكثر من المهني، في مشهد مؤسف يستهلك الجهد والوقت ويهدر الفرص.
في الوقت الذي تحاك فيه مخططات لإقصاء المراسلين المعتمدين وخنق المقاولات الإعلامية الصغرى والمتوسطة، نجد بعض الفاعلين غارقين في حسابات ضيقة، كأنهم في سباق لتصفية حسابات قديمة بدل الانشغال بالدفاع عن المهنة وحماية مكتسباتها، وكأنهم لم يدركوا بعد أن الخصم الحقيقي ليس زميلا في الميدان، بل كل مشروع يستهدف إسكات الصحافة المحلية وإضعافها.
إن الاستمرار في هذه الخلافات هو خدمة مجانية لمن يراهن على تمزيق الصف الإعلامي وتفتيت قوته، والوحدة، مهما بدت صعبة، هي السلاح الوحيد القادر على حماية ما تبقى من هامش حرية وحضور للمؤسسات الإعلامية المحلية.
المرحلة دقيقة، ولا تحتمل أنصاف المواقف أو لغة المجاملات، المطلوب اليوم هو جرأة في مصارحة الذات، وشجاعة في تجاوز الأحقاد القديمة، والجلوس إلى طاولة واحدة لبلورة رؤية مشتركة تُعيد الاعتبار للمهنة وأهلها.
التاريخ لا يرحم، وسيذكر من كان في لحظة الخطر جزءاً من الحل، أو من اختار أن يكون جزءا من المشكلة.