مونديال قطر 2022 وعزيمة المدرب المغربي وليد الركراكي .

بقلم مصطفى هتي

بعض القراء يعجز عن قراءة سطور، يقول نحن نعيش عصر التغريدة والأربعة سطور .
اخواني : هناك أمر يحتاج تغريدة وأربعة سطور، وأمر آخر يحتاج تسطيرا .
وكل السطور والتسطير جزء من جلسة مباراة قدم ساعة ونصف عدا الإضافي…

 

لن تكون مثقفا مالم تقرأ وتطالع، فالتغريدات والسطور لاتخلق مثقفا ولامحللا ومستنتجا للحوادث .
لو صمتت بعض الأفواه والأقلام السفيهة لاستمر حلمنا هذا لشهور طويلة، ولربما تحوّل لحقيقة مع الوقت.. لكنهم يأبون إلا أن يحرقوا ما بَنَوْهُ ويدوسُوا على أحلامهم بأيديهم.. فنحن لم يكن حلمنا أبدا منحصرا في حمل تلك الكأس المذهبة، فهي مجرد وسيلة رمزية تعبر بها الشعوب عن قوتها وشجاعتها وجرأتها وتفوقها، أما الذين يفوزون بها فهم ليسوا بحاجة للمبلغ الذي تذره الكأس عليهم، لأنهم مليارديرات فعلا.. ولكن كان حلمنا أن نعبر للعالم من خلال إنجازنا عن أننا لا نقل عنهم قدرة، وأننا نملك ثقافة وطموحا مثلهم، وأننا نملك المهارة والتخطيط والتدبير أيضا، فربحنا أكثر من ذلك قبل بلوغ الكأس، ربحنا كل ما سبق باعتراف كبار الكرويين، وكبريات الصحف والقنوات الدولية، ولكننا معه ربحنا حلم أمة كان حبيس النفوس، وربحنا آمالا جساما في رصِّ صفوفها على قلب رجل واحد كما كانت ذات زمن، ربحنا تعاطفا عالميا من المسلمين وغير المسلمين.. ببساطة ربحنا صورة اجتماعية وحضارية غاية في الروعة لو جلسنا نرسمها عقودا ما استطعنا.. ويبقى لدولة قطر، ولإعلام قطر الدور الأكبر، في ترويج كل ذلك، فقد خصّصوا لهذا الحلم وذلك الإنجاز وتلك الصور الرائعة مساحة كبيرة جدا.. فلا يتكلمن السفهاء بسوء عن إعلام قطر أو دولة قطر، لأننا رأينا جميعا تعاطف القطريين بمن فيهم أميرهم مع منتخبنا في كل مبارياته، ولم يغب إلا حين شعرنا جميعا بشيء ما في الكواليس.. وشاهدنا جميعا كيف خصّصت قنوات بين سبورت جميع برامجها وفقراتها لنقل مشاعر العالم تجاهنا، ولمناقشة إنجازنا وتحليله وتفكيك عناصره وإعادة بنائه بصورة أجمل، ولو عولنا على إعلامنا البسيط، وسفهائنا الْمُشْرَعين أفواههم اليوم في قطر وإعلامها، لما تجاوز إنجازنا حدود المغرب على أبعد تقدير..


فلتخرسوا قليلا قبل أن تدمروا بقية الحلم الذي لا يزال يتردد وهو في خفوت مع كل ساعة قمر.. جميعا صرنا نعرف بأن الحكم القطري قام بأخطاء تحكيمية فادحة، ولكننا نعلم بأن ذلك كان على الفريقين، حرمنا من ضربة جزاء وحرمهم من ضربة جزاء أيضا، حرمنا من بعض الأخطاء وحرمهم من مثلها، وهذا يبعد عنه شبهة التحيز، ولنفرض أنه كان متحيزا فعلا، فذلك لا يلغي أن نركز على ما حققناه وأن نتعقل في تصرفاتنا التي تهوي بنا اليوم من حيث صعدنا.. فقد بالغ المنتخب المغربي في احتجاجاته بشكل فج داخل الملعب، وهو ما لم يقم به خلال مباراته مع فرنسا حين كان عليه الاحتجاج…
هل تعرفون معنى أن يعلق معلق بين سبورت 120 دقيقة إضافة لساعة بعدها دون أن يذكر المنتخب المغربي وإنجازه بكلمة؟ هل تدركون معنى أن يغيب إنجاز المغاربة عن بلاطوهات بين سبورت وقنواتها؟ شيء مؤسف يتسبب فيه سفهاء هذا البلد، من صفحات تافهة وأصوات شاذة وقنوات فيسبوكية سطحية..
سمعنا مرارا شكر المدرب واللاعبين للعرب ولدولة قطر وللأفارقة والمغاربة، لكن منابرنا السفيهة أصرت أن تختزل ذلك وتنشر له تصريحا تحصر فيه شكره على المغرب وإفريقيا فقط، وهذا قمة الحماقة والسفاهة والخيانة، وليس بريئا بتاتا، فخلفه ما خلفه من أجندة مستفزة، بل وستظل الخيانة قائمة والسفاهة ثابتة.

فلتخرسوا وكفى نعيقا.. فقد انتهى المونديال، دعوا الناس تعيش بقية الحلم قبل أن تطمسوه طمسا.. واشكروا كل من كان في صفكم وظل يدعمكم بوقته ومشاعره وصوته..

إلى متى يلوم بعضنا بعضاً
جاء في الأثر:
“يأتي في آخر الزمان أقوام آخر قصدهم التلاوم”
وما أظن الزمان إلا زماننا…
فغاية ما نفعله ببعضنا هو الملام فيما بيننا..
نعيب الزمان…ونبكي ضياع البلدان، وانتهاك الإنسان…ثم نعود إلى حياتنا وقد ظننا أننا أدينا ما علينا!!
يا قومنا، نريد أفعالا وأفكارا… لا تحازُناً وانكسارا!!
يا علماء التربية اجتمعوا ولو حتى في الفضاء الأزرق وعلموا الناس ماذا يفعلون مع أولادهم الذين ضعف دينهم، واهترأت أخلاقهم، وتركوا مصاحفهم وأدمنوا على الهواتف لعباتهم!!
ويا علماء الاجتماع…أنقذوا المجتمعات من انحطاط القيم، واندثار الأخلاق، وتمزق العوائل، وانتشار السلبية!!

 

ما تم رسمه عمدا ومن سنوات لشخصية ميسي وأنه معادي للعرب والمسلمين ..تم مسحه من طرف قطر بعباءة عربية رجولية أصيلة لم يتردد اللاعب في لبسها والرقص والإحتفال وهو يلبسها..فأصبح بقدرة قادر ميسى صاحب العباءة العربية ..وهذا ماسيرسخ في أذهان الصغار والكبار لمدة طويلة وربما تصبح العباءة العربية او البشت العربي ماركة عالمية يلبسها الشرق والغرب..
ألم نقل دائما أن الرياضة هي رياضيات تقودها العقول وتسيرها وليس الاقدام فقط ..شكرا قطر ..شكرا تميم.

هل شاهدتم دموع فرنسا وفرح الفوز للارجنتين.
لذلك اليوم فلنتدرب ونفوز . وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .

مصطفى هتي
مراسل صحفي

Exit mobile version