الرئيسية

أزمة كتب “مدارس الريادة” تشل التعليم العمومي بجهة الدار البيضاء – سطات… ومصير التلاميذ معلق بين المكتبات والوعود!

تعيش عدد من المدن المغربية، وعلى رأسها جهة الدار البيضاء – سطات، منذ انطلاق الموسم الدراسي 2025/2026، أزمة حقيقية بسبب غياب كتب “مدارس الريادة” عن رفوف المكتبات، ما جعل آلاف التلاميذ بالمدارس العمومية يدخلون عامهم الدراسي دون أن يتمكنوا من متابعة دروسهم بشكل فعلي، في وقت تواصل فيه الأسر رحلة بحث شاقة بين المكتبات، أملاً في الحصول على الكتب المقررة.

ورغم مرور أسابيع على انطلاق الموسم الدراسي، فإن الوضع لم يتغير، حيث لا تزال الكتب المدرسية الخاصة بمسار الريادة نادرة أو منعدمة في العديد من المدن التابعة للجهة.

هذا الخصاص خلق حالة من الاستياء والتذمر في صفوف الآباء وأولياء الأمور، الذين اعتبروا أن ما يحدث هو تمييز واضح بين التلاميذ في المدارس العمومية ونظرائهم في المدارس الخاصة، متسائلين عن السبب وراء هذا التأخر غير المبرر في توزيع المقررات.

أصحاب المكتبات: “الكتب لا توفر لنا أي هامش ربح”

في جولة ميدانية قامت بها الجريدة عبر عدد من المكتبات، أكد أصحابها أن السبب الرئيسي وراء ندرة كتب الريادة يعود إلى غياب أي هامش ربح محفز لتوزيعها.

وقال أحد الكتبيين:

“كتب المدارس الخاصة تمنحنا ربحًا يتراوح بين 20 و30 درهمًا في كل نسخة، بينما كتب الريادة بالكاد نربح فيها بضعة سنتيمات، وهو ما يجعل الاستثمار فيها غير مجدٍ اقتصاديًا”.

وأضاف آخر أن الوزارة أو الشركات المكلفة بالتوزيع لم تتواصل بشكل فعال مع المهنيين، مما جعل الكثير منهم يترددون في اقتناء هذه الكتب التي تتطلب كلفة نقل وتخزين دون مقابل ربحي يذكر.

المديريات الإقليمية على علم… لكن الحل مؤجل

من جهتها، تؤكد بعض المصادر من داخل النيابات الإقليمية، ومن بينها مديرية الجديدة، أن السلطات التربوية على علم بالأزمة، مشيرة إلى أن اجتماعات مرتقبة ستجمع ممثلي الوزارة بأصحاب المكتبات وبعض المتدخلين من أجل إيجاد حل سريع.

غير أن السؤال الذي يطرحه الجميع:

إلى متى هذا التأخير؟ ولماذا لم تتدخل الوزارة الوصية منذ البداية لتفادي هذا الارتباك؟

صفقات مشبوهة… وخاسر واحد: التلميذ

الأدهى من ذلك، أن بعض المراقبين يرون أن الصفقة الخاصة بطباعة وتوزيع كتب الريادة شابها قدر من التسرع وربما سوء التقدير، خاصة أن الشركات التي فازت بها قدّمت أثمانًا منخفضة للغاية لا تسمح بتحقيق أرباح حقيقية عند التوزيع، مما جعل المكتبات تتنصل من بيعها.

والنتيجة، كما يقول أولياء الأمور، أن الخاسر الأكبر هو التلميذ المغربي الذي حُرم من حقه البسيط في ولوج كتابه المدرسي ومتابعة دروسه كباقي أقرانه.

بين الوعود والواقع… التعليم العمومي في مأزق

وفي الوقت الذي تواصل فيه الوزارة رفع شعارات العدالة المجالية وتكافؤ الفرص، يعيش الواقع تناقضًا صارخًا؛ فبينما يتلقى تلاميذ المدارس الخاصة دروسهم بشكل عادي منذ أسابيع، ما يزال أبناء المدارس العمومية ينتظرون الكتاب المدرسي الذي تأخر كثيرًا.

ويبقى السؤال المطروح بإلحاح:

هل ستتحمل وزارة التربية الوطنية مسؤوليتها في إنقاذ الموسم الدراسي، أم سيظل أبناء الشعب ضحية سوء التدبير وغياب التنسيق بين المتدخلين؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى