أسرة الامن الوطني تخلد الذكرى 66 لتأسيس المديرية للأمن الوطني
بقلم حسن الحاتمي
يخلد المغرب ذكرى تأسيس مديرية أسرة الأمن الوطني، يوم الاثنين 16 ماي، وهي مناسبة سنوية لاستحضار الإنجازات والتضحيات التي يبذلها رجال ونساء الأمن الوطني خدمة للوطن ولتجديد الالتزام لحماية المواطنين، والوفاء الدائم لمؤسسات البلاد، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقد دأبت مؤسسة الامن على الالتزام لشعاره منذ تأسيسها وعلى مواجهة جميع التحديات للحد من ظاهرة الجريمة، والحضور الميداني ورفع درجات اليقظة، حيث عملت على تطوير وتحديث الوسائل اللوجستيكية العصرية وطرق استعمالها لمواجهة المخاطر التي تحدق ببلادنا ، وتأتي ذكرى هذه السنة في سياق يتسم بتخفيف الإجراءات الاحترازية والوقائية التي أقرتها البلاد، على غرار باقي دول العالم، بسبب تفشي جائحة كورونا، التي شكلت فرصة أبانت خلالها عناصر الأمن الوطني عن حسها الوطني العالي، حيث رابطت طيلة فترة الطوارئ الصحية، ولاتزال، بالشارع العام من أجل حماية أمن المواطنين وصون الممتلكات وتدعيم الإحساس بالأمن والتصدي للأخبار الزائفة، وبالتالي المساهمة في إنجاح الجهد العمومي لتدبير الجائحة والتخفيف من تداعياتها.
إضافة الى حضورها الدائم، انخرطت المديرية العامة للأمن الوطني في ثقافة التواصل على أساس ان التواصل آلية لإرساء الحكامة الأمنية الجيدة. وقد أطلقت، في هذا الإطار، بوابة إلكترونية جديدة، متاحة للعموم، موجهة للتواصل بين المواطنين ومصالح الأمن الوطني بخصوص السلوكيات والأفعال التي تنطوي على خرق إجراءات حالة الطوارئ الصحية. كما ابانت عن جهد في تسهيل المساطر الإدارية خدمة للمواطن. وفي إطار التواصل لا بد من التنويه ان المصالح الأمنية انفتحت على الصحافة.
ومن هذا المنطلق، عكفت مصالح الأمن الوطني على تعزيز الإطار المؤسساتي للتواصل والانفتاح الأمني، وتنويع آلياته ومستوياته، فضلا عن تطوير وتجويد المحتوى التواصلي وتكييفه مع الطفرة النوعية التي عرفتها تكنولوجيا الاتصال. فعلى المستوى المؤسساتي، تم تدعيم الخلية المركزية للتواصل وإحداث خلايا ولائية وجهوية وإقليمية تابعة لها.
كما حرصت المديرية العامة للأمن الوطني، مواكبة منها للتطورات المتسارعة الحاصلة في الفضاء الرقمي والإعلام البديل، على ضمان حضورها في منصات التواصل الاجتماعي، إذ تم إطلاق حسابات رسمية للأمن الوطني على كل انواع التواصل الاجتماعي.
كما أثبتت المديرية يقظتها ومهنيتها العالية، في الحفاظ على استقرار الوطن ودعم أمن المواطنين، كما ابانت عن الاستباقية في محاربة الإرهاب، على المستوى الإقليمي والدولية، حيث أفضت المعلومات الدقيقة التي وفرتها الأجهزة الأمنية المغربية إلى احباط العديد من الحركات الإرهابية في العديد من دول العالم.
ومن جهة أخرى اهتمت المديرية بالموارد البشرية تأهيلا وتوظيفا في إطار اصلاح شامل على مستوى التكوين والتكوين المستمر الذي تقوى بالعنصر النسوي الذي أصبح له حضور في جميع الوظائف، ومن جانب آخر، انخرطت المديرية في إطلاق العديد من المشاريع الأمنية ا، همت افتتاح المقرات الجديدة للمختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية، والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، كما تم افتتاح نادي الفروسية للأمن الوطني بمدينة القنيطرة.
وتم تجهيز المصلحة المكلفة بالحمض النووي أو البصمة الوراثية بآليات جد متقدمة ودقيقة، تعد هي الأولى من نوعها على صعيد القارة الافريقية في مجال عمليات استخلاص الحمض النووي، وهي الآليات التي ستتيح الرفع من المردودية وتدعيم الجودة عبر المعالجة الدقيقة في ظرف وجيز لأكبر عدد ممكن من العينات المخبرية المستقاة من مسارح الجرائم، وذلك بمعدل 300 عينة في وقت لا يتعدى ثلاث ساعات.
أما المقر الجديد للفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فقد تم تصميمه وتجهيزه ليحتضن المكاتب المتخصصة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية سواء في مجال مكافحة الجريمة الإرهابية والتطرف العنيف، وصور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية خصوصا المخدرات والمؤثرات العقلية، والهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر، والجريمة الاقتصادية والمالية وغسل الأموال، والجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة.
فإن ذكرى تأسيس أسرة الأمن الوطني، في 16 ماي 1956، تظل لحظة تاريخية يحتفى بذكراها كل سنة للوقوف على منجزات هذه الأسرة، ولاستشراف المستقبل في ظل التحديات الأمنية الكبرى التي يشهدها العالم.