إعفاءات بالجملة في صفوف المديرين الإقليميين للتعليم بالمغرب

بقلم: عبد الحكيم البقريني
في خطوة تهدف إلى تعزيز إصلاح قطاع التعليم في المغرب، أقدم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، على إعفاء 16 مديرا إقليميا من مهامهم، وذلك بعد عملية تقييم شاملة لأداء مسؤولي الوزارة على المستوى المحلي. وتأتي هذه الإجراءات استجابة للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إصلاح جذري لقطاع التعليم وتعزيز جودته، بما يضمن مستقبلا مشرقا للأجيال القادمة. وقد كشفت تقارير تفتيشية دقيقة لوزارة التربية الوطنية حسب بلاغ الوزارة عن تجاوزات مالية في تنفيذ مشاريع “مدارس الريادة”، التي تُعتبر من أبرز برامج الإصلاح التربوي في المملكة.
وقد شملت قرارات الإعفاء مديريات إقليمية في كل من الناظور، ورزازات، الرشيدية، العيون، الداخلة، المضيق، والفحص أنجرة، مع توقعات بتوسع قائمة الإعفاءات لتشمل مديريات أخرى في المملكة بعد استكمال عمليات التقييم.
ويُعتبر مشروع “مدارس الريادة” ركيزة أساسية في الإصلاح التعليمي الذي تتبناه الوزارة خلال العقد الأخير، حيث يهدف إلى إرساء نموذج تعليمي حديث يواكب التحولات التربوية العالمية، من خلال تحسين جودة التدريس، ودمج الرقمنة والتكنولوجيا، مع تعزيز التكوين المستمر للأطر التربوية.
وقد أثارت هذه القرارات ردود فعل واسعة في أوساط الأسرة التربوية، حيث اعتبرها العديد من الفاعلين خطوة ضرورية لتحفيز المسؤولين التربويين على تحسين الأداء والالتزام بتنفيذ المشاريع وفق المعايير المحددة. ويرى هؤلاء أن هذه الإجراءات تسهم في تحقيق إصلاح تعليمي حقيقي يخدم مصلحة الأجيال القادمة، ويضمن لهم تعليمًا جيدًا يواكب متطلبات العصر.
وفي سياق متصل، أعلنت الوزارة عن إجراء عملية نقل لسبعة مديرين إقليميين، وتغطية مناصب شاغرة على مستوى 11 مديرية إقليمية، بالإضافة إلى فتح باب التباري لشغل منصب مدير(ة) إقليمي(ة) ب 27 مديرية إقليمية. تهدف هذه الخطوات إلى تعزيز حكامة المديريات الإقليمية والرفع من قدراتها التربوية والتدبيرية، بما يسهم في تحقيق التحول المنشود داخل الفصول الدراسية، خدمة للمصلحة الفضلى للمتعلمات والمتعلمين.