أمانوز ملامح أجساد جريحة تتشكل وخريطة أحلام تتألم .
ذ/ مصطفى المنوزي
ليست آمانوز مجرد قبيلة ، وانما شجرة وارفة ولادة ، من المقاومة إلى النضال ، نساء ورجال على درب مطلب التحرر والديمقراطية ، فمن يكتب بعض معالم هذه القصة المغربية الهوية ؟
تجرأ صديق وقال بأنه يُنسَب إليكم عدم الإستقرار ، وتملكتني شجاعة أقوى من التهور وأنبل من الجبن ، فجاهرته بأن من يعارض الإستبداد بالرأي والعلم والحكم ، إما أن يتحرك مهاجرا تفاديا لأي صعقةأوفاجعة من أعلى القمة ، وإما يتم نفيه ، وفي ذلك وجهان ، إغتراب أو تصفية ، فما نحن إلا رحل من أصل صحراوي / طاطي ، نساير حركة الرمال ونواجه أعاصير الزوبعات ، إلى أن استأصلوا مدينتنا ، ودفنوا عمراننا ، فليس غريبا أن يطلقوا على أطلال المركز التجاري ” تامضلت نوقا ” أي مدفنة أقا . هاجر أسلافنا إلى قرية تافراوت ، ومعناها منبع الماء ، رفضوا مكوثنا ، حتى لا أقول لم يرحبوا بنا ، فصعدنا نحو قمة أمقصو ، وهناك عثر الأجداد على سيل مائي يتدفق دقيقا عبر فجيج ، فاستوطنوا ، انسجاما مع مأثورة من أحيى ارضا مواتا فهي له ، وعندها أطلق على المكان إسم أمانوز ، وهي تركيب لكلمة أمان ( أي مياه ) نووز ، حرف النون للنسبة أو للإنتساب ، وأوز هي تصغير لكلمة تيزي أي الفج ، لتصير أمانوز ( مياه الفُجَيِج ) أكبر من تافراوت نفسها مجازا وواقعا ، أي أن تافراوت القرية أقل حجما وسعة من أمانوز القبيلة . كانت وعاءً وكنا المحتوى ، يكبر توليديا ، وتكبر الأحلام والمخاطر ، ولأننا في آخر المطاف نظل رُحلا تطورت غاياتهم من البحث عن القوت والعيش إلى النبش عن الحقيقة الوطنية اللصيقة بالحرية والحياة الكريمة ، حاول الإستعمار الفرنسي إقتطاع جذورنا عن أصولنا ، حيث نسبنا إداريا ( تقطيع ترابي ) إلى قبيلة جارة مجاورة ، وهي قبيلة إغشان ، غير أن هويتنا الجدلية جعلتنا لا نفقد ارتباطنا بالجد عيسى بن صالح ، فجد جد والدي لحسن بن علي الأمانوزي ، يعد الحفيد البكر لهذا السيد الذي يعقد له موسم الزيارة وطقوس الولاء ، تتخذ أشكال قربان بالذبيحة ، وأشكال تعارف في سبيل عقد القران ، بين فتيات وفتيان قبيلة أمنوز ، باعتماد التواصل الوجداني ، يرمز له بعملية تبادل نبات الحبق العبق مقابل ملفوف من جريد النخل يضم حبات ثمر مورد من أكرض نتمنارات أو أقا ، والتي يؤول مصدر تَقايٍين أو أقاين ، وصارت تداولا حبات تٍيْني . عانى أجدادنا مع أقدار الجغرافيا وخضع الأحفاد لأحكام وقضاء التاريخ ، ومهما كانت الوسائل فإن الجيولوجيا والأركيولوجيا شاهدة على مسارات مصائر بصماتنا الوراثية والتراثية ومورفولوجيا معاناتنا وتضحياتنا ، فنحن شهداء على أنفسنا وما اعتمادنا إلا على صمود أنفاسنا وتآزر جهدنا في أفق جبر أضرار ذوينا ، من ضحايا الإعتقال والتشريد والإغتيال والإختطاف والإعدام ، جبرا ترابيا ، وما العدالة في حق الوطنيين إلا مظهر اعتراف ومدخل إنصاف ، فلسنا نزعم لذاتنا الإنتماء لعرق صاف ولا لمواطنة امتياز او نبل اصطفاء أو اصطفاف .
يتبع ….
مصطفى إبن كلثوم الأحمدي المنوزي