أخبار جهوية

فاس: شارع الحسن الثاني حين يتحوّل الإهمال إلى مشهد يومي!

بقلم: عبد الحكيم البقريني

 

شارع الحسن الثاني، القلب النابض لمدينة فاس، والواجهة التي يفترض أن تعكس جمالية المدينة وعراقتها، يعيش اليوم حالة تدهور واضحة، تثير أسف الساكنة وتساؤلات كل زائر عن دور الجهات المسؤولة، وعلى رأسها مجلس المدينة.

في صورة تعكس الإهمال أكثر مما تعكس التهيئة، يبدو الشارع وقد تحوّل عُشبه الأخضر إلى مساحات صفراء جافة، لا حياة فيها. لون العشب الباهت، والأوراق اليابسة المتناثرة على الأرض، كلها شواهد صامتة على غياب تام لأي عناية بالمساحات الخضراء التي تُعدّ متنفسا حيويا في قلب المدينة.

إنّ المتجول في الشارع لا يمكنه إلا أن يشعر بالأسى أمام هذا الإهمال البيئي والجمالي. فهل يُعقل أن تظل المساحات الخضراء، وهي ملك عمومي، تُركن إلى هذا المصير من دون رقيب أو حسيب؟ أين هي برامج الصيانة؟ وأين هي رؤية مجلس المدينة في الحفاظ على الحد الأدنى من الجمال الحضري؟ بل أين هو الحس الإنساني في التعامل مع كائن حيّ اسمه العشب، يذبل ويجف أمام أعين المسؤولين دون أن يحركوا ساكنًا؟

غياب الرؤية الجمالية لدى المجلس البلدي لا يقتصر فقط على العشب، بل يشمل تفاصيل عديدة تؤكد أن التجميل الحضري لا يدخل ضمن أولوياته. فحين يصبح مشهد الاصفرار والتصحر جزءًا طبيعيًا من يومياتنا، فإننا نكون أمام مؤشر خطير على تفكك العلاقة بين المواطن وفضائه العام.

من حق ساكنة فاس أن تتساءل: إلى متى يستمر هذا الإهمال؟ وأين تذهب الميزانيات المرصودة لصيانة المناطق الخضراء؟ ومتى يحين الوقت لاعتبار المساحات الخضراء أولوية وليست مجرد ترف بيئي؟

في الوقت الذي تسعى فيه مدن العالم إلى تعزيز فضاءاتها البيئية، وتوسيع رقعة الأخضر فيها، تبدو فاس، ومعها شارع الحسن الثاني، وكأنها تسير في الاتجاه المعاكس. وها هو العشب الجاف يبعث برسالة صامتة، لعلها توقظ ضمائر نائمة.

ويبقى الأمل معقودا على وعي الساكنة، وعلى ضغوط الإعلام والمجتمع المدني، لإعادة الحياة إلى هذا الشارع العريق، وإرجاعه إلى سابق عهده، رمزا للنظافة والجمال والهواء النقي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى