التغيرات المناخية والاضرار النجمة عنها.
شهد العالم اليوم تغيرات وتقلبات مناخية بمعنى تغير مؤثر وطويل المدى في معدل حالة الطقس يحدث مناطق معينة ، وهذه الحالة تتمثل في إرتفاع درجة الحرارة ، الارتفاع في تساقطات أو العكس ، وهناك حالات الطوارئ التي تتمثل في الاعاصير بدورها تتسبب في خسائر بشرية واقتصادية ، وسبب آخر كالتغير في شدة الأشعة الشمسية أو سقوط النيازك الكبيرة فالسؤال المطروح هنا من المسؤول عن هذه التغيرات ؟ وما موقف علماء البيئة اتجاه هذه التغيرات ؟ الإجابة عن هذه التساؤلات يجب ربط الماضي بالحاضر ، وهنا سوف نعود إلى الدراسة التاريخية و بالضبط ما قبل التاريخ ، كان الإنسان يبحث عن الاستقرار والأمن واوجه ظروف صعبة تتجلى في الطبيعة و قسواتها وبفضل الاكتشافات والمجهودات وابتكارت الانسان التقليدية مكنته من الاستقرار وبناء الحضارة بحيث كان دائما يبحث عن مناطق صالحة للزراعة و أن تكون محيطة بالانهار وجعل الحيوان صديقه الاستئناس به وكان نمط العيش آنذاك عن طريق الصيد وغيرها من اساليب العيش قرب نهر الدجلة والفرات ونهر النيل وكانت بداية تشكيل الحضارات في الشرق الادنى القديم ومن بين العوامل المساعدة لقيام وانشاء حضارة في هاته المناطق هي العوامل البيئية التي وفرت له الظروف المناسبة لقيام بنشاط اقتصادي وخاصة في المجال الزراعي ، لكن الوضع لم يبقى على هذا المنوال بل ظهور مايسمى باكتشافات علمية جديدة وهي تنتقل على مر الزمان التاريخي أو حقبه ، أي منذ فترة الوسيطية مرورا بالفترة الحديثة إلى وقتنا الراهن ، و من خلال هذه الحقب هنا استفحال كبير بظهور المجاعة و الأوبئة وذلك راجع إلى التقلبات المناخية ، وكان سببها الإنسان بفضل تراكم أهم الأنشطة الصناعية الكيماوية التي انطلقت بوادرها الأولى خلال القرن السادس عشر وكانت الشعلة في بداية التصنيع بإنجلترا ثم انتقلت إلى أوروبا ، لكن للأسف الشديد الغرب كان يفتقد للمواد الأولية وبهذا بدأ التفكير في البحث عن المستعمرات أو ما يسمى بالسباق نحو التسلح وبالتالي ظهرت الحروب العالمية الأولى والثانية وأزدادت حدة تنافس حول الصناعة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل من أجل السيطرة والتحكم في زمام الأمور واطلاق أول قنبلة نووية على هورشيما ونكزكي التي دمرت العالم باسره وخلفت خسائر مادية وبشرية ودمرت البيئة ، ونحن الآن نحصد عواقبها لأن الإنسان يصنع ويدمر في نفس الوقت لكن للأسف لانعرف خطورتها في ذلك اللحظة بل نجني عواقبها الى ما بعد دالك والتي افرزت على ظهور العديد من الأوبئة والمجاعات والامراض هذه هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى تغيرات وتقلبات في المناخ الذي أدى إلى تراجع المحاصيل الزراعية وتراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية وظهور مجموعة من الأمراض و الفيروسات بشكل دوري و كذلك ارتفاع مستوى البحار ، وارتفاع نسبة الحرائق المهولة نظراً لارتفاع الكبير في درجة الحرارة ، وهذا يؤدي إلى افلاس في النشاط الاقتصادي المحلي كما أننا نفتقد المياه وظهور الأزمة الغذائية ترجع في اغلبها إلى قلة الأمطار ناتج عن عامل الجفاف بالإضافة إلى شدة ارتفاع الأسعار ، وفي هذا السياق يجب استحضار موقف علماء البيئة للحد من هذه الآفة الخطيرة ، يجب التقليل من الصناعة الكيماوية ،و فرض عقوبة على الدول التي أكثر تصنعا لهذه المواد السامة ، والقيام بعملية التشجير وفرض قوانين صارمة لمراقبة الغابات….