شكلت الكتابة التاريخية نقطة أساسية ومهمة في خلق التواصل الاجتماعي والثقافي والحضاري بين مختلف الشعوب، ويدفع بنا هنا القول إلى تدوين الفترة الوسيطية، وعرفت هذه الفترة أحداث مهمة وكانت في طليعتها الدولة المرابطية، وهي دولة سنية تستمد مرجيعتها من الأحكام الشريعة الإسلامية ( أي من الكتاب والسنة) وفق المنهج المذهب المالكي، وقد قامت على تحالف بين القبائل التي تتمثل فى ( لمتونة وجدالة ومسوفة ولمطة) ، وبعد اعتناق لمتونة الإسلام وكان الدافع الأساسي لهذه القبيلة هو فتح كل بلاد البربر في حين اتجهت صوب بلاد السودان الغربي واخذو التعرف عليه، وتشير الدراسات لدى بعض المؤرخين أن هؤلاء كانوا يسكنون في هذه البلاد ويعشون حياة بدائية بدون مرجعية قانونية، وقامت الدولة المرابطية بعدما تكونت كالدولة انطلاقا من تحالف مع القبائل السلفة الذكر في نشر معالم حضارية ببلاد افريقيا، وقد كرست جهودا واسعة لبسط نفوذها في بلاد الزنوج، وعلمتهم الأحكام الشريعة الإسلامية وتصحيح الدين من بعض الشوائب التي كانت تهيمن عليه الارواحية الوثنية، ولم يكتفي الأمر هنا بل حتى الجوانب الإدارية والدبلوماسية والعسكرية والعمرانية والسوسيوثقافية، وكان من وراء هذا التجار والدعاة المغاربة، وبالتالي حتى وقع المصاهرة بين هؤلاء الشعوب وتاثرت بلا السودان الغربي بالمعالم الحضارية المغربية مما يؤدي إلى ازدهار الحضاري بين المغرب وبلاد السودان الغربي، وخلق رواجا اقتصاديا مهما بين البلدان، كذلك المعطيات الجغرافية لعبت دوراً كبيراً في مجال التواصل وتعزيز العلاقات، وبفضل هذا جعل الدولة المرابطية وجدها أمرا حيويا لانتشار الإسلام في المنطقة وفي تقوية اواصر العلاقات السياسية بين الحكام إلي خلق علاقة بين الشعوب.
إعداد العزيزي عبد المجيد