الزلزال: كارثة طبيعية تستدعي يقظة استثنائية.
بقلم حسن برني زعيم
الكوارث الطبيعية لا حظ لنا في ردها مهما تطورت العلوم والصناعات والتكنولوجيا ، ذلك بالنظر إلى قوتها الخارقة ، ولقصور العلم والمعرفة عن التأكد من أسرارها.
والهزات الأرضية أو الزلازل من أخطر هذه الكوارث.
فالدول التي تعيش في مناطق مرشحة للزلزال تتخذ التدابير الوقائية الاستباقية التي تشمل البنية التحتية ونوع البناء والمآوي ووسائل الوقاية والعلاج وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.ومن الدول الرائدة في هذا المجال هناك اليابان وبعض الدول الآسيوية المجاورة.
وقد شاءت الأقدار أن يضرب زلزال قوي مناطق من بلادنا ليلة الجمعة السبت 8 شثمبر 2023 .
وإذا كانت ضربات الزلازل تتطلب وجود وسائل الوقاية والتدخل الناجح للإسعف والإنقاذ فإن بلادنا تفتقر إلى مثل هذه الضروريات في الأوضاع العادية ،وقد تأكدنا من ذلك في حالات سابقة كالفيضانات وحوادث السير والزلزال الذي ضرب الحسيمة عام 2004.
وإذا كان مركز الزلزال الذي ضرب بلادنا ليلة أمس في مناطق قروية بنيتها هشة وأخرى جبلية مسالكها وعرة فإن المطلوب هو حشد كل الوسائل للتدخل العاجل لإنقاذ الناس من بين الأنقاض ومواساة المكلومين وتقديم المساعدة للناجين.
وبما أن من واجب المواطن وصف بلاده بأوصافها الحقيقية ،فإن بنياتها الحتية ووسائل التدخل وشبكة المواصلات لا ترقى إلى مستوى القدرة على مواجهة أثار الزلزال الأخير، وهذا يدعونا إلى التوخف من ارتفاع عدد الضحايا والمنكوبين والجرحى نظرا لقصور مستشفياتنا عن استقبال المرضى في الحالات الراهنة ،ولأن شبكة الطرق في البوادي قد دمرها الزلزال وأصبحت بعض القرى معزولة ،مما يجعل التدخل السريع ووصول المساعدات أمرا يكاد يكون مستحيلا.
وعلى هذا الأساس ندعو المسؤولين إلى مضاعفة الجهود في مجال إيصال المساعدات وإعداد مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين واستعمال الطائرات في المناطق التي يتعذر على السيارات الدخول إليها.
نسأل الله تعالى لطفه ورحمته الواسعة.