بقلم: عبد الحكيم البقريني
ما زالت الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين تاونات وفاس أو طريق الموت كما تسميها ساكنة المنطقة تسجل نسبا مرتفعة من حوادث السير. هي طريق التربص بامتياز، فإن أخطأتك الموت، كانت أعين الدرك لك بالمرصاد؛ من خلال تربصهم بحافة، إما خلف شجرة، أو بمنحدر قنطرة، وحتى بسيارة خاصة تم ركنها جانب الطريق.
استبشرت الساكنة خيرا بتثنية الطريق، وفعلا انطلقت الأشغال بالشطر الأول الرابط بين مدخل مدينة تاونات وبين جماعة أولاد داود القروية، لكن بطء الأشغال وتعثرها حوّل السفر لقطعة عذاب انضافت لما سبقها من معاناة. فهل قدر تاونات الهشاشة الطرقية الممتدة على طول طرقات الإقليم.
إن استعمال الطريق رقم 8 يمثل مجازفة ومخاطرة يومية، فمتى تستفيد الساكنة من بنية تحتية تشرف الإقليم الذي كان سباقا بروحه الوطنية حينما انخرطت ساكنته في شق طريق الوحدة؟ ولعل هشاشة الطرق قاسم مشترك بين مسارك الإقليم الوطنية أو الجهوية أو الإقليمية، فبين الحفرة والحفرة حفرة، وبين المنعرج والمنعرج منعرج أخطر. تلك هي طرقات تاونات التي لم تستفد بعد من خطط التنمية، ولم تبرمج ضمن حسابات وزارة التجهيز.
من حق الساكنة أن تتوفر على شبكة طرقية لائقة، والمراقبة الطرقية شيء أساسي ولا مانع منه، لكن يجب أن يكون بعيدا عن التربص. وإلى أن يتحقق ذلك تبقى الطريق رقم 8 الرابطة بين فاس وتاونات طريق موت وتربص بامتياز.