أخبار عامة

الكلاب الضالة تجوب شوارع فاس: خطر يهدد جمالية المدينة قبل الاستحقاق الكروي الإفريقي!

بقلم: عبد الحكيم البقريني
تشهد مدينة فاس، خلال الأشهر الأخيرة، انتشارا ملحوظا للكلاب الضالة في مختلف أحيائها وشوارعها، الأمر الذي بات يثير قلق السكان ويطرح تساؤلات عدة حول مدى جاهزية المدينة لاحتضان فعاليات الاستحقاق الكروي الإفريقي المرتقب.
ورغم ما تُبذله السلطات من جهود متفرقة في هذا السياق، فإن الأعداد المتزايدة لهذه الحيوانات في الأحياء الشعبية، بل وحتى قرب المراكز الحيوية والسياحية، تعكس خللا في مقاربة تدبير هذه الظاهرة التي تمس بالصورة الحضارية لعاصمة الجهة، وتثير مخاوف صحية وأمنية في صفوف المواطنين.
في حديث لـ”الحوار بريس”، عبّر عدد من سكان أحياء فاس الجديد، عن تذمرهم من التواجد الكثيف للكلاب الضالة، خاصة في الفترات الليلية، حيث تتحول الشوارع إلى فضاءات مخيفة، تعلو فيها نباحات الكلاب وتجول فيها مجموعات منها دون حسيب أو رقيب.
تقول ف. ع. ، وهي موظفة، “لم أعد أجرؤ على الخروج لشراء حاجيات بسيطة ليلا الكلاب تنتشر بكثافة، وبعضها عدواني. نخاف على أطفالنا، كما نخشى انتقال الأمراض”.
ومن المرتقب أن تحتضن المدينة مباريات كأس إفريقيا للأمم (أو أي بطولة كروية)، وهو ما يُعد فرصة ذهبية لإبراز غنى فاس التاريخي وجاذبيتها السياحية، غير أن الواقع الميداني ينبئ بحاجيات ملحة لتأهيل الفضاء العام ومعالجة مظاهر التشوه، وعلى رأسها معضلة الكلاب الضالة.
ويؤكد مهتمون بالشأن المحلي أن فاس تحتاج إلى تعبئة متكاملة، ليس فقط على مستوى البنية التحتية الرياضية، بل كذلك في ما يتعلق بالنظافة، الأمن البيئي، والتدبير الحضري الشامل.
في مقابل بعض الدعوات إلى اعتماد حملات إعدام جماعية للكلاب، يرتفع صوت فعاليات جمعوية وحقوقية تدعو إلى تبني حلول إنسانية ومستدامة، عبر إطلاق برامج تعقيم وتلقيح، وإنشاء مراكز إيواء، وتفعيل دور الجماعات المحلية في التنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان.
وتؤكد فاعلة جمعوية أن “الحلول الزجرية لم تعد مجدية”، مطالبة بـ”مقاربة تراعي السلامة العامة وتحترم حقوق الحيوان، وفق ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية التي وقعها المغرب”.
في ظل اقتراب موعد التظاهرة الكروية، تتجه الأنظار إلى السلطات المحلية لاتخاذ تدابير ملموسة وسريعة تعيد الطمأنينة للسكان وتُظهر المدينة في أبهى حلة أمام زوارها الأفارقة والعالميين. ويبقى الأمل معقودا على تضافر الجهود بين مختلف المتدخلين، من سلطات ومنتخبين ومجتمع مدني، من أجل معالجة جذرية لهذه الظاهرة التي تؤرق المدينة وساكنتها.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى