ارتبطت المدارس المغربية في غرب إفريقيا ارتباطا شديدا بالدين الإسلامي ، وفي بداية الأمر الحقت المدارس ( بالرباطات) حيث كان يقيم المرابطون للتعبد والتعلم ، وكان الشيخ عبد الله بن ياسين معلمهم الأول بحيث كان يقوم بتعليمهم الشريعة واحكام السنة النبوية وحتى صارة له فقهاء ورتب لهم اوقاتا للمواعظ. وعندما كان ينتهي من تعليم هؤلاء ( رواد الرباطات) كان يأمر هم بالذهاب إلى قبائلهم لينشروا الإسلام على أسس وقواعد سليمة بعيدة عن كل البعد المتمثلة في الجهل والكفر ، ويتوسع المرابطين وخروجهم للجهاد ، وبالتالي أصبحت المدارس ملحقة بالمساجد فكان إلى جانب كل مسجد غرفة أو غرفتان للتعليم الأطفال ، وكانت هناك أمكنة لنوم الطلاب الذين يحضرون من أماكن بعيدة على أن المساجد كانت بمثابة المقر الرئيسي لتلقي العلم وتقام أيضا حلقات للدراسة والمناقشة أمور الدينية ، وبهذا قلد السودان الغربي نوع من هذه المدارس فاصبحت تلحق بكل زاوية من زوايا الفرق المذهبية والدينية مدارس لتعلم الأطفال ، وإذا كانت القرى تخلو من المساجد كان اطفالها يتلقون تعليمهم على يد الدعاة في ساحة صغيرة أو إحدى الغرف ، وبهذا وجد السودان في الإسلام ثقافة ملائمة لحاجتهم وبتالي تأثرت بلاد السودان الغربي بالمدارس المغربية وأصبحت اللغة العربية أكثر إنتشارا واسعا في هذه البلاد وحولت المجتمع من طابع الوثني إلى مجتمع الديني يقوم على أسس حضارية.
بقلم العزيزي عبد المجيد