بقلم: عبد الحكيم البقريني.
المغرب أجمل البلدان!
مستوصفات بلا أطباء، ومستشفيات إقليمية بلا أخصائيين، وجامعية تعاني من الاكتظاظ، وقاسم مشترك بينهم؛ هشاشة البنية التحتية، ومعدات طبية وشبه طبية معطلة، واشتغال في ظروف تنعدم فيها الكرامة مما ينعكس سلبا على الخدمات المقدمة.
المغرب أجمل البلدان!
وزارة تربية وطنية تهمش مبدعيها من شعراء وكتاب وفنانين تشكيليين أو مسرحيين، لا تلتفت إليهم بدعمهم معنويا ولو ببطاقة تهنئة تطبع بدهمين، أما الدعم المادي فذاك ضرب من الخيال، وزارة تحيي حفلات التميز للمتعلمين، وتتغاضى عن المتميزين من الأطر التربوية والإدارية.
المغرب أجمل البلدان!
بلد فلاحي، بفرشة مائية وفيرة، وأراضي خصبة، ومخزون الفوسفاط بكثرة، وثمن الخضر والفواكه تتجاوز بكثير الدول التي اتخذت القطاع الصناعي نهجها الاقتصادي.
المغرب أجمل البلدان!
نادل بمقهى يتقاضى ألف درهم، ورب عمل في منتهى الجشع، يستغل العمال، ويبتز الرواد بشتى الطرق والوسائل.
المغرب أجمل البلدان!
أسعار المحروقات الأعلى عالميا، في غياب الدعم الحكومي على غرار ما أقدمت عليه جل الحكومات العالمية.
المغرب أجمل البلدان!
سهرات عمومية هنا وهناك، وشعب يرقص ليلا حتى تدمى الأقدام، ويتحجج بحجج واهية إن دعوته للاحتجاج.
المغرب أجمل البلدان!
ساكنة قروية تعاني من العطش الشديد وعلى مقربة منها سدود ومجاري مائية.
المغرب أجمل البلدان!
ساسة أميون يدبرون أمور المثقف، ومثقف توارى أو غُيِّبَ، وأطر وكفاءات اختارت الهجرة بعدما ضاقت بها الأرض بما رحبت.
المغرب أجمل البلدان!
بين الواقع الهش والممكن البهي يتشرع الأمل بتضامن شعب أبيّ، طيب، محب للحياة، يقدّم قليله ليحيا من هو أدنى.. بين هذا الممكن طبيب وممرض يضحي بما أوتي من عزيمة وروح وطنية عالية ليخفف عن رواده ومرضاه، وبنفس النفس النبيل رجال ونساء تعليم يستعملون معداتهم الخاصة لتقريب المعلومة للمتعلمين، يتقاسمون رواتبهم الهزيلة تضامنا، واقتناء لوسائل تعليمية، يتدفقون ماديا ومعنويا إرضاء لصغارهم وللوطن. وعلى مقربة عوّام ما عاد لهم المتسع للحلم، فاختاروا الركون ورفع شعار: ” أفوض أمري إلى الله “. واحتراما للحياة رفضوا الاحتجاج، على غرار ساكنة قرى اختارت الرحيل نحو المعلوم، ونحو المجهول في أحايين شتى، ليبقى بهذه القرى من لا حيلة ولا استطاعة له، استسلم لقدر مقدّر.. وهناك في الأفق البعيد تطالعنا نجاحات أطر بروح مغربية، أطر اختارت الهجرة القسرية لأنها اعتادت الكرامة ببلاد المهجر، حيث حكومات تعلي الإنسان قبل البنيان.. هي الأطر التي استهوتها الجودة التي دعا إليها عاهل البلاد، وقبلها تساؤلاته عن الثروة، وتبيه الساسة للاهتمام بقضايا المواطنين، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، ودعواته المتكررة لاستقطاب كفاءات مغاربة العالم، وغيرها من أفكار بناءة من شأنها أن تنقل المغرب طفرة وطفرات. المغرب أجمل البلاد قائم بحنكة ملك، وتضامن شعب. يجمعهما الحب والوفاء، والرغبة في الانتقال للمغرب الممكن، وما ذلك بصعب، ما دامت المعطيات الطبيعية والبشرية والاقتصادية مشجعة.. فلنعلن البدء والقطع مع الما كائن.. اجلالا لنشيدنا وشعارنا: نشهد الدنيا أنا هنا نحيا
بشعار . الله الوطن الملك.