بعد اشتياقي لقضاء عطلة قصيرة بعاصمة المغرب الشرقي انݣاد قادما اليها من عروسة الشمال طنجة،فضلت رفقة صديقي القيام بها على متن القطار للتمتع اكثر بالطبيعة الخلابة ،كانت الساعة تسير الى السابعة والنصف صباحا حجزت تدكريتين من طنجة إلى وجدة ،دخلنا المحطة استعدادا للركوب على متن القطار الفائق السرعة طبقا لتعليمات صاحبة الصوت المنتشر بكل أجنحة المحطة وهي تردد “محطة طنجة ،السادة المتوجهين نحو القنيطرة سلا الرباط المدينة الرباط أكدال الدار البيضاء اصعدوا الى القطار من فضلكم ” انه البراق يا سادة الدي انطلق كالرمح وبسرعة خيالية حاولت التمتع بإلقاء نظرات على الطبيعة والتضاريس لكن السرعة الفائقة حالت دون داك التزمت الصمت وانا اتلو أدعية الحفظ والصون ، لحظات توقف اليراق بمدينة القنيطرة لتغير القطار وامتطاء مراسلة الاطلس المتوجة نحو العاصمة العلمية فاس تم بعدها استكمال الرحلة نحو مدينة وجدة ، جلسنا بمقعدين مجاورين لكنه بمجرد ان انطلق القطار حتى طلب مني احد الاشخاص ان المقعد هو مخصص لصاحبه في هده الرحلة وانني مجبر للتخلي عنه والبحث اولا على رقم العربة ثم المقعد ، علمت ان الوضع تغير وان المغرب تقدم وخطى خطا نحو الرقي انتظرت مرور المراقب الدي ذلني عن الوجهة بعد تفقده التذكرتبن التي اتضح من خلالهما ان لكل واحد منا مقعد بعيد عن الاخر ليعاتبني مرددا انه كان من المفروض مطالبة دلك اثناء حجز التذكرتين ،لكن رغم ذلك تلقينا مساعدات من طرف بعض المسافرين الذين تخلوا عن مقعديهم لنجلس معا ونواصل الرحلة ،كانت ساعة الوصول إلى محطة فاس زوالا هنا توقف القطار بعضا من الوقت في انتظار استبدال القاطرة الكهربائية بالاخرى التي تعود الى الستينات والتي تشتغل بالوقود لتنطلق الرحلة نحو مدينة وجدة ، ثارة بسرعة السلحفاة وثارة بسير البطة مع اجبارية التوقف عند المحطات الموجودة على طول المسافة في انتظار عملية مرور قطارات الفحم الحجري والحديد والسلع القادمة من الاتجاه المعاكس ، مكان جلوسنا مباشرة بالمقطورة المجاورة لقاطرة الجر جعلتني استمتع بالزفير المزعج الدي يصدر صوتا يتضح من خلاله أن ربان القطار يحاول الضغط على دواسة البنزين عسى ان تندفع القاطرة بقوة لجر العربات ، مع تشغيل المنبه من الحين الى الاخر وخصوصا اثناء الدخول الى النفق المظلم الدي يعود تشييده الى عهد الحماية الفرنسية .
هنا تدكرت بعض المقالات والجرائد التي تتحدث عن استعداد المكتب الوطني لانجاز ثلاثة خطوط للقطارات الفائقة السرعة بين مدينة البيضاء ومراكش واخر بين مراكش واكادير والثالث بين الرباط وفاس علما ان الخط الوحيد المؤدي إلى عاصمة المغرب الشرقي لم يعرف اي تطور ظل على حاله مند زمن بعيد وان الرحلة على مقطع فاس وجدة اصبحت شاقة قد تصل إلى سبع ساعات تقريبا هدا ان لم تصب احدى القاطرات بعطب معين ،والا فالمبيت داخل المقطورات ينادي على كل مسافر ،هنا تذكرت المقولة الشهيرة ” زيد الشحمة فظهر المعلوف” وان المغرب الشرقي مجبر لمواصلة مكوثه داخل قاعة الانتظار في انتظار المناداة عليه لفتح ملفه الاصلاحي ولا سيما في مجالات الرحلات على متن القطارات وموضوع السكة الحديدية والانفاق المتلاشية التي تعود لعصر ماتت كل الايادي التي انشأته.