المغرب المنسي ،حبال الأطلس الكبير من يتحمل مسؤولية التهميش واستمراية المعاناة التي لم تنتهي بعد.

قادتني ظروف العمل أن أتواجد بإحدى قرى أيت هاني باعالي جبال الأطلس الكبير تزامنا مع موجة التساقطات المطرية والثلوج التي شهدها المغرب بحر الأسبوع المنصرم ،، هنا خلف جبل أيت داوود وبالضبط بالفج المعروف ب فج تيغرغوزين الدي يبلغ حوالي 2645م عن سطح البحر ، درجات الحرارة المسجلة هناك وقت الزيارة 4° تبدو  الحياة جد بدائية فرضتها الطبيعة القاسية ولم يعرف لها حملة منظومة التدبير المعقلن أي اهتمام ،خلل كبير في كل المنظومات، التعليم أغلق باب التدخل لبناية حجرات لتسجيل الأبناء ومحاربة الهدرالمدرسي أو بالأحرى توفير النقل المدرسي لمواصلة عملية التمدرس رغم بعد المسافة ، الطرقات مهترئة  ،الانارة غائبة ،زبارتي  هناك صادفت وقوع حادثة سير خطيرة عند منحدر خطير ، ولايصال المعلومة إلى من يهمهم الأمر لرجال الدرك والوقاية المدنية يرجى اشعار أحد مستعملي الطريق الدي سيقطع مسافةليبلغ عنها في ظل غياب الصبيب علما ان نقطة وقوع الحادثة تبعد عن مركز الدرك بحوالي 56 كلم تقريبا يتطلب زمن ساعة ونصف للوصول إليها أما  الوقاية المدنية فتبقى مجبرة للقدوم من عمالة تنغير بعد قطعها مسافة 140 كلم دهابا وايابا وفي وقت 4 ساعات تقريبا  ليظل هناك السائق المصاب بجروح خطيرة مغمى عليه ينتظر قدوم وسيلة الإسعاف لنقله ،الاطفال الصغار  هناك يقضون معظم وقتهم نهارا على جنبات الطريق يلوحون بايديهم البرئية لكل مستعملي الطريق  وكانهم يرحبون  بالمارة ،حالتهم وكثرة عددهم  تجعلك تتوقف لكشف المستور ،انهم ابناء العائلات القاطنة بالخيم المصنوعة من وبر الماعز ،لغتهم الرسمية الأمازيغية ،ينتظرون فاعلي الخير  لمنحهم  أي شيء سواء تعلق الأمر بالملابس والأحذية او مأكولات ، او عملة محلية وأجنبية،  وحسب تصريح أحد الاطفال الدي يتقدمهم سنا 14 سنة أكد أن الحياة جد صعبة هنا وأن ما يحصلون عليه من مستعملي الطريق يبقى المصدر الوحيد لكسب القوت ، وأضاف أنهم ينامون  بنفس الملابس لمدة أسابيع دون استبدالها بأخرى  ليضيف بلغته البربرية انه هنا لا مجال للتعليم  ولا الخدمات الطبية ولا الإنارة ولا الماء الصالح للشرب ولا  الطرقات ولا للمواصلات ولا للمرافق

اعود هنا لاتحدث عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كلفت الدولة ميزانية تعد بالملايير إد يتم   صرفها  ومنحها لمن لا يستحقها  ،فعلا الطرق مهترئة تتخللها تجاويف لا يصلح أغلبها للمشي على الارجل والاقدام اما  عملية السير عليها بالسيارات وكل أنواع المركبات والعربات  فتبقى من السبع المستحيلات ،حتى الممثلين والنخب السياسية لا احد منهم كلف  نفسه وقام بزيارة  للوقوف على حقيقة الأمر علما ان مطالب سكانها البسطاء الذين لا يطلبون سوى الحقوق المشروعة ولا يستطيعون التواصل مع الجهات الخارجية لنقل معاناتهم ،باستثناء عابري الطرق والمسالك الدين يبحثون عن هده الشريحة من المغرب المنسي لمواساتهم والتصدق عليهم بقدر المستطاع

علما ان الواقع هنا مأساوي وان اصحاب  السلطة والنفوذ  بدلا من محاربة الفقر المدقع والمفسدين وبمجرد تفشي الخبر  يبحثون عن موثق صاحب  النشر والخبر لمحاربته عن تفشيه للاسرار  وفضحه للفساد والمفسدين

بقلم محمد هادي

Exit mobile version