على سطح هذه السطور وتوالي السنوات الجافة تظهر مظاهر الهشاشة على طول الشريط الواحي لوادي درعة، يتضح لك بالملموس قوة الضربة القاضية والمؤلمة للجفاف، جفاف بحجم الاستئصال الذي استأصل الإنسان الواحي من هذه المناطق، وما زاد الطين بلة أن الاستنزاف الغير معقول لهذه الثروة الطبيعية زاد من ندرتها وفاقم معاناة الساكنة معها وكبدها عناء البحث عنها بكل الطرق .
فبمجرد أن تقع عينك أيها القارئ على واحة درعة ستجد أمام ناظريك جذوع نخيل متناثرة في كل مكان،
تلك الشجرة المباركة التي تعتبر موروثا ثقافيا واقتصاديا لساكنة الواحة و سببا رئيسيا في استقرارهم عبر الزمن بواحة درعة .
وهذا الرابط المقدس بين الساكن الواحي والنخلة أصبح مهددا بسبب قلة الماء والجفاف، فسكان واحة درعة عموما يهتمون بالنخلة ويعتبرونها موردا اقتصاديا مهما وسببا رئيسيا لاستقرارهم، و في حالة اندثار هذا الغطاء النباتي ستندثر معه حياة الواحة.
وفي حوار ” مع السيد ” فاتح البركاوي” من دوار بونانة جماعة بوزروال والذي يشتغل فلاحا تقليديا لمدة تزيد عن 20 سنة
” أكد ان سمات هذا الاندثار تتجلى في قلة التساقطات وارتفاع درجة الحرارة وأضاف أن تراجع المياه الجوفية يرجع الى استنزاف الفرشة المائية وأردف قائلا إن حفر الابار بشكل مفرط يساعد على استنزاف الفرشة المائية و هذا يعزى الى التدبير العشوائي للماء و استعمال طرق السقي التقليدية ( نظام السقي بالربطة ) بالإضافة الى ظهور زراعات مستهلكة للماء بشكل كبير كالبطيخ الاحمر مما فاقم من حدة الجفاف بالمنطقة “