انهار دول الجنوب أكثر تلوثا
بقلم: علال بنور
تأكد اليوم، ان انهار دول الجنوب قد وصلت درجة الاشباع من التلوث، بعد صيرورة طال امدها، بحيث ان المؤسسات البيئية الرسمية لتلك الحكومات، لم تعط أهمية قصوى لظاهرة التلوث المائي على قلته، والذي ارتبط في السنوات الأخيرة بظاهرة الجفاف، التي لها ارتباط بالتحولات المناخية، ومن جهة أخرى لها ارتباط قوي بسلبيات التحولات الصناعية.
ومن الاختلالات البيئية، اختلاط مياه الصرف الصحي بمجاري الانها على قلة صبيبها، إضافة الى كثرة النفايات الصلبة والسائلة، منها منتجات الصناعة الصيدلية، والتي من اخطرها المواد الكيماوية، وذلك يعني ان البشرية في وضعية احتضار.
لقد دق خبراء البيئة ناقوس الخطر تنبيها لحكومات دول الجنوب ،وتحميلها مسؤولية ارتفاع منحنى التلوث ،فمن المحتمل قريبا ،سيعاني ثلثي سكان العالم الممثلة لدول الجنوب من التلوث المائي ،كما جاء مطلب الخبراء ،الدعوة لحكومات دول الجنوب وضع مشروع لتأهيل الأنهار، ضمانا للأمن المائي الذي له علاقة بالأمن الغذائي – وهو حق من حقوق الانسان – باعتبار، ان دورة الماء لا يمكن ان تستمر من دون حماية الأنهار والبحيرات والمياه الباطنية ، كما آن الأوان للضغط على الشركات المنتجة للمواد الكيماوية والبلاستيكية ،التي تتحمل مسؤولية انتشار التلوث المائي.
ارتفعت في الآونة الأخيرة ،أصوات الجمعيات البيئية والحقوقية غير الحكومية، لدعوة الحكومات الى حماية البيئة في مكوناتها الطبيعية والبشرية، والنضال لحماية حق البشرية والطبيعة من هيمنة الشركات الملوثة ،باعتبار علاقة الحياة بين الماء والأرض والإنتاج الفلاحي والانسان ،هي حياة واحدة، ومن الانهار الأكثر تلوثا ،حسب الدراسات التي اجرتها الجامعات بدول الشمال ،منها دراسة جامعة “يورك ” لبريطانية، ان الأنهار الأكثر تلوثا بدول الجنوب ،توجد في باكستان وبوليفيا واثيوبيا والهند وبانغلادش ،كما اشارت دراسة من جامعة “برمنغهام “ان انهار نيجيريا ودولة جنوب افريقيا ،تعد انهارا ملوثة بدرجة عالية ،من مستحضرات الصيدلانية .
وفق الدراسات التي أجرتها منظمة البيئة والتنمية الاجتماعية بدول بانغلادش، اعتبرت العاصمة ” دكا” غير صالحة للعيش، حيث يتم القاء أكثر من 6000 طن من النفايات السائلة، إضافة الى صبيب مياه الصرف الصحي.
كما تؤكد الدراسات ،ان المنطقة العربية من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي / البحر الفارسي، اكثر المناطق عرضة للتلوث المائي بعد دول جنوب اسيا خاصة الهند ، إضافة الى ندرة الماء، نظرا لموقعها الجغرافي الجاف وشبه الجاف ،بل هناك عوامل أخرى ،منها ارتفاع نسبة السكان والتغيرات المناخية ،كما ان منابع الأنهار العربية تأتي من خارج العالم العربي ، والتي تتحكم فيها دول الجوار، مثل نهر النيل الذي تتحكم فيه اوغندا واثيوبيا والسودان، ونهري الدجلة والفرات منبعه من جبال طوروس بشرق تركيا ،ونهر الأردن الذي تتحكم فيه إسرائيل.
وهكذا حذرت الأمم المتحدة في مارس 2022، من ان مستوى نهري الفرات والدجلة في العراق ينخفض بنسبة 73 %بسبب قلة التساقطات، ومشروع دولة إيران لتحويل المجرى النهري نحو أراضيها، كما تضرر السودان ومصر من ضعف صبيب نهر النيل، نظرا لما قامت به اثيوبيا من بناء سد النهضة.
اما بالنسبة لشمال افريقيا من المغرب الى ليبيا كمجال جغرافي، ينتمي الى الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط، من طبيعته الجغرافية، يتعرض للتقلبات المناخية، قد يطول زمن الجفاف وقد يقصر، لذلك، فاستغلال الماء وندرته ارتبطت بالتقلبات المناخية وارتفاع منحنى الساكنة، مع انتشار الصناعات الملوثة خاصة المستوردة، ويبقى المغرب الأكثر حظوة من باقي دول المنطقة، في توافره على شبكة مائية مهمة، من السطحية الى الباطنية الى المياه الجيولوجية. لكنها معرضة للتلوث والندرة في الماء.