بموازاة الانتصارات الرياضية، متى ننتصر على الفقر والهشاشة؟
بقلم : عبد الحكيم البقريني
نبارك عاليا فوز المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة بالكأس الإفريقية ونبارك قبلهم إنجازات الفريق الوطني والتي حققها في كأس العالم بقطر. هي إنجازات غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم المغربية. وإذ نحيي عاليا كل الأطراف المتدخلة في هذا الإنجاز العظيم، فإننا نحاول أن نسلط الضوء على مجموعة من العوامل التي ساعدت على هذا الإنجاز الكبير.
من منظورنا المتواضع ترجع أهم المقومات التي ساعدت على هذا التألق إلى الروح الوطنية العالية والصادقة التي يتمتع بها الطاقم الرياضي والتي عبر عنها الإطار الوطني وليد الركراكي في أكثر من مناسبة ” بالنية “. فالنية هي المدخل الأساسي لكل نجاح وتألق، كما أن معظم هؤلاء الأبطال هم نتاج مدرسة أوروبية قائمة على الجدية والقيم والتفاني والإخلاص في أداء المهام. فضلا عن الاعتمادات المالية الضخمة المرصودة لكرة القدم، والتي لم يسبق لها أن نالتها على مدار التاريخ.
هذان العنصران القائمان على قوة ووفرة الاعتمادات المالية، والحس الوطني الزائد لعناصر المنتخب، هما سببا هذا المجد الذي نأمل أن يكون دائما وأن يمتد نحو القطاعات الأخرى ، وإن كان البعض يرهن هذا التفوق ويرجعه لرئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع. لهؤلاء نقول: إن كان الأمر كذلك فلماذا لم يستطع الرجل أن يحقق نجاحا ماليا باعتباره وزيرا للمالية؟ ولماذا لم يحقق الرفاهية لعموم الشعب المغربي؟ أليس الرجل ناجحا وعبقريا في نظركم؟
ما أحوجنا للروح الوطنية التي يتمتع بها عناصر المنتخب الوطني! ما أحوجنا للاخلاص الذي يتمتع به كل أعضاء المنتخب الوطني ، ويظهرونه وسط الميدان! ما أحوجنا للنية التي يرفعها وليد الركراكي شعارا ويطبقها بالملعب.
إن التقدم لن يتأتى إلا بهذه العناصر جميعها وهي المقومات التي يجب ان يلتقطها كل فاعل سياسي وكل مسؤول.
لقد صنع المجد الكروي الحالي جيل مغاربة العالم فمتى نحقق وننفذ الرسالة الملكية السامية والتي دعا من خلالها لاستقطاب الأطر والكفاءات المغربية العالمية ليستفيد منها الوطن.
علينا ان نلتقط إشارات نجاح كرة القدم حاليا ونعمل على تنفيذ إشاراتها ورسائلها على باقي القطاعات الوزارية من أجل القضاء على الفقر والهشاشة وتقليص الفوارق الاجتماعية بين عموم الشعب المغربي.