تحت شعار : “جميعا من أجل حماية القيم والأخلاق الاجتماعية – دع التفاهة ولاتفتحها”– صرخة حقوقية .
في ظل الانتشار المتزايد لتفشي ظاهرة للتفاهة على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه المنصات أشبه بمساحات لنشر محتويات تهدد القيم والاخلاق المجتمعية وتستنزف الوعي العام، مما يثير مخاوف حول تأثيراتها السلبية، خصوصا على الأجيال الصاعدة.
فبدلا من أن تكون وسيلة للتواصل ومصدرا للمعرفة والثقافة، تحولت إلى ساحة لاستعراض مظاهر مخلة بالأدب والعرف، بدءا من الألفاظ النابية والمحتوى البذيء، وصولا إلى انتهاك الخصوصية والتحريض على التنمر وخطابات الكراهية.
لم تعد المسألة ترفيها فارغا، بل نجد محتويات تهين الإنسان وتستخدم كأداة للتجريح والإساءة. هنا، يتجلى الخطر في ترويج التفاهة كقاعدة لجذب المتابعين وتحقيق الشهرة والارباح على ظهر الغير وضرب في القيم التي تشكل أساس المجتمعات السليمة.
من هذا المنطلق، نطلق شعار جميعا من أجل حماية القيم والأخلاق الاجتماعية – دع التفاهة ولاتفتحها” ، كنداء حقوقي موجه للأفراد والجمعيات لنتحمل المسؤولية جميعا تجاه ما ينشر ويشاهد. نحن بحاجة إلى وعي جماعي يدرك خطورة هذه الظاهرة، وينأى عن دعمها، ويواجه التفاهة الرقمية بمقاطعتها والامتناع عن التفاعل معها. إن دور المجتمع يبدأ من الوعي بأهمية اختيار المحتوى، وتشجيع المنشورات التي تضيف قيمة فعلية للمتلقي، وتروج للمعرفة، وتساهم في بناء مجتمع متعلم ومثقف.
إن مقاطعة التفاهة الرقمية مسؤولية جماعية تتطلب من الجميع تبني موقف صارم ضد هذا التوجه، فالتفاعل مع هذه المحتويات يمنحها قوة ويعزز انتشارها، بينما يسهم التجاهل الواعي في الحد من تأثيرها.
علينا أن نضع حدا لهذه الممارسات، ونعمل على إحياء المحتوى الرقمي الهادف الذي يرفع مستوى الوعي ويساهم في بناء جيل أكثر إدراكا للقيم التي تمثل ثقافتنا ومبادئنا.