أصدرت محكمة الإستئناف بمكناس، أول أمس الخميس، حكمها بتخفيض العقوبة الحبسية من 5 سنوات سجنا نافذا إلى سنة واحدة جسنا نافذا لكل من خليفة الباشا (ي ـ ح) وعون سلطة (ر ـ ب)، وخفض العقوبة الحبسية أيضا لعناصر القوات المساعدة (ح ـ ب) و(ـ ن)، من سنة ونصف إلى سنة واحدة سجنا نافذا، مع تبرئة جميع المتهمين المذكورين من التهم الجنائية ويتعلق الأمر بالاختطاف والاحتجاز وإلقاء القبض.وعرفت جلسة الخميس عدة توقفات أثناء مرافعات المحامين خصوصا هيئة دفاع الباشا الذي يتكون من الأستاذ توفيق با محمد من هيئة مكناس والأستاذة فاطمة الزهراء الإبراهيمي من هيئة الدار البيضاء، والتي وضعت أصبعها على الجرح وأثارت العديد من الدلائل لا علاقة لها بالموضوع من قبيل رسالة الهالك وغيرها أسقطت جميع التهم الجنائية المنسوبة للمتهمين وعلى أساسها تم صدور الحكم في المرحلة الأولى.
وسبق للمحكمة ذاتها أن قضت في المرحلة الإبتدائية وحمكت ضد خليفة الباشا والمقدم بـ 5 سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهما، وقضت أيضا في نفس القضية ضد عنصرين من القوات المساعدة بسنة ونصف سجنا نافذا لكل واحد منهما وغرامة مالية قدرها 1000 درهم مع تحميل المتهمين الصائر تضامنا والإجبار في الحد الأدنى، وفي الدعوى المدنية التابعة قبولها شكلا وموضوعا ورفض الطلبات المدنية مع تحميل رافعها الصائر.وللإشارة، كشفت والدة مصطفى الرياحي، ابن مدينة بوفكران الذي انتحر وترك رسالة خطط فيها تعرضه للظلم و” الحكرة” والضرب من طرف رجال السلطة، (كشفت) تفاصيل ما حدث لابنها واللحظات الأخيرة قبل انتحاره، مطالبة باسترجاع حقوق ابنها ووقف الظلم والاعتداء على المواطنين، وفق تعبيرها.
وأثارت الرسالة التي تركها الراحل، احتجاجات عارمة بالمدينة التابعة لإقليم مكناس، في الأسبوع الثاني من شهر أبريل ما قبل الأخير، حيث تظاهر العشرات أمام مبنى البلدية والباشوية، مرددين هتافات من قبيل: “مصطفى مات مقتول.. الخليفة هو المسؤول”، “الشعب يريد.. إسقاط الحكرة”. يأتي ذلك بعدما استفاقت مدينة بوفكران بإقليم مكناس، بعد يوم الحادث، على وقع انتحار مواطن يبلغ من العمر 41 سنة، داخل منزل أسرته بتجزئة المنزه، حيث ترك رسالة كشف فيها أن سبب انتحاره هو الظلم و” الحكرة” وتعرضه للضرب داخل سيارة عون سلطة بالمدينة.
رسالة الشخص المنتحر التي كشفت عنها والدته، جاء فيها: “قمتُ بعملية الانتحار بسبب الظلم الذي تعرضت له من طرف عون السلطة المقدم “ر. ب “، وخليفة الباشا، وعنصرين من القوات المساعدة، تعرضت للضرب داخل سيارة عون السلطة المقدم من طرف القوات المساعدة”، وأضاف الشخص المنتحر في الرسالة أنه تعرض للضرب من طرف عنصرين من القوات المساعدة داخل البلدية، خاتما رسالته بالقول: “الخليفة حكار وعون السلطة يشهد الزور.. الخليفة والمقدم هما السبب فيما وقع”، وفق تعبيره.و قالت والدة الشخص المنتحر، في تصريح للصحافة، إن ابنها توجه إلى البلدية من أجل طلب سيارة إسعاف لنقل أخته المريضة للمستشفى، غير أن الخليفة والمقدم لم يتفاعلا معه بجدية وخاطباه باستهزاء: “خذها فالخطاف”، وفق تعبيرها. وكشفت المتحدثة أن ابنها تعرض بعد ذلك للضرب من طرف عنصرين من القوات المساعدة داخل سيارة عون سلطة “مقدم”، بتعليمات من الخليفة، فيما لم تتأكد وسائل الإعلام من صحة هذه الرواية من طرف مصدر رسمي.
وأضافت والدة الراحل أنها عاينت أثار ضرب وكدمات على جثة ابنها بعد انتحاره، ، مضيفة أن ابنها ليس مجرما بل شخص مستقيم يؤدي صلواته ولا يقوم بأي أفعال سيئة.وقالت الأم والدموع تغالب عينيها، في تصريح للصحافة “حطموني وضيعوني فولدي، مشا يطلب سيارة الإسعاف وضربوه، شكو عطاهوم الحق يضربوه، واش حنا ماشي مواطنين؟ أين هي حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها في التلفاز؟”. وتابعت قولها: “ضغطوا عليه باش يوقع مصالحة، لكنه رفض، وإذا وقع شي حاجة فذلك تحت الضغط، ابني انتحر بعدما شعر بالظلم ومُست كرامته، نقلوه بسرعة عبر سيارة الأموت ورفضوا أننا نصوروه، ودفنوه بسرعة، واخا يعطيو 20 عام دالحبس للجاني لن يشفي لي غليلي”.