فن وثقافية

تيزنيت: مدينة الصياغة الفضية، تراث أصيل وفن راقٍ.

تُعرف مدينة تيزنيت الواقعة وسط المغرب باسم “مدينة الفضة” وذلك لشهرتها في صياغة هذه المعدن الثمين منذ قرون. تميزت تيزنيت منذ القدم بمهارة حرفييها في صناعة الحلي الفضية، حيث توارثوا فنونهم عبر الأجيال، وطوروها مع مرور الوقت.

يعود تاريخ صياغة الفضة في تيزنيت إلى العصر الوسيط، حيث كانت المدينة مركزًا تجاريًا هامًا، ومركزًا لتبادل السلع والمنتجات بين المغرب والعالم العربي. وُجدت في المدينة الكثير من ورشات صياغة الفضة، التي تُورّث فنونها من جيل إلى آخر، مما حافظ على استمرار هذا الفن التراثي.

تتميز صياغة الفضة في تيزنيت بالدقة والحرفية، حيث تُصنع المجوهرات والقطع الفنية بشكل يدوي، باستخدام تقنيات قديمة ومواد طبيعية.

تتسم صياغة الفضة في تيزنيت بتنوعها، حيث تُصنع الأنماط التقليدية مثل “المغربية” و “الأمازيغية”، إلى جانب الأنماط العصرية التي تتماشى مع أحدث صيحات الموضة.

و تلعب صياغة الفضة دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي لمدينة تيزنيت، حيث توفر فرص عمل لأعداد كبيرة من الحرفيين والعاملين في هذا القطاع. كما تُشكل مصدرًا هامًا للدخل، ومساهمة قوية في الناتج المحلي الإجمالي.

ويُواجه قطاع صياغة الفضة في تيزنيت بعض التحديات، مثل انتشار المنتجات الرخيصة المستوردة، ونقص الترويج والاهتمام بهذا الفن. لذلك، يصبح من المهم الحفاظ على هذا التراث وتشجيعه، من خلال دعم الحرفيين وتقديم الدعم المالي واللوجستي لضمان استمرار هذا الفن.

 

تُعرف مدية تيزنيت بعقدها للمهرجانات والاحتفالات السنوية التي تُبرز صياغة الفضة، مثل مهرجان “تيميزار للفضة “، الذي يُسلط الضوء على أعمال الحرفيين في صياغة الفضة والحرف اليدوية.

تُشكل صياغة الفضة في تيزنيت عامل جذب سياحي مهم، حيث يزور المدينة العديد من السياح لزيارة ورشات صياغة الفضة، وشراء المجوهرات الفضية، والتعرّف على هذا الفن التراثي.

لهذا ، تُعد صياغة الفضة في تيزنيت تراثًا ثقافيًا هامًا، وفنًا راقياً، وقطاعًا اقتصاديًا مهمًا. يُشكل الحفاظ على هذا التراث والترويج له مسؤولية مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المحلي، لضمان استمرار هذا الفن وتوارثه للأجيال القادمة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى