بقلم: حسن الحاتمي
تعتبر جماعة الحوزية التابعة ترابيا لإقليم الجديدة من أغنى الجماعات القروية بعد جماعة مولاي عبدالله و رغم ذلك تعيش ساكنتها التهميش والإقصاء واللامبالاة، ويزداد التهميش درجات حتى أصبح سيد الموقف وذلك نتيجة تفاعل عدة عوامل تتحالف ضد المواطن البسيط
إذ لم يشفع لها قربها من المجال الحضري لمدينتي أزمور و الجديدة التي لا تبعد عنها سوى بمسافة قليلة، ومن المؤهلات التي تتوفر عليها الحوزية وجود المنتجع السياحي مازاغان وفضاءات معرض الفرس والكليات المتعددة الاختصاصات والكولف الملكي والشاطئ الفسيح يمتد من أزمور الى الجديدة إضافة إلى مؤهلات طبيعية أخرى: كالغابة والمجال الفلاحي المميز، وتجدر الإشارة إلى أن جميع هذه المؤهلات جاءت بفضل مسؤولين وطنيين غيورين عن المنطقة وليس من طرف المجلس الجماعي أو أعضائه ….
لكن لو استغلت هذه المؤهلات بشكل عقلاني وبدافع حس وطني لكانت الجماعة من المناطق المغربية المهمة ، غيرأنه مع الأسف بقيت تشكل امتدادا لحزام الفقر ما بين الجديدة وأزمور، كما أن تناوب الأحزاب المغربية التي مرت أو الحالية بالجماعة لا تنتبه بتاتا لساكنة الحوزية إلا أثناء الانتخابات أي باعتبارها خزانا للأصوات، و لترجيح كفة من يتاجرون في الذمم أثناء الانتخابات فالمجال السكاني عبارة عن دواوير متفرقة ومتباعدة تطبعها مظاهر البؤس والهشاشة بكل تجلياتها، فلا مؤشرات دالة عن تنمية سابقة أو أنية، بدليل غياب بنية تحتية لمجموعة من الدواوير من طرق وكهرباء وماء مع الغياب النهائي للمرافق الصحية والإدارية قريبة من المواطنين .
السؤال أليس من حق سكان الحوزية الاستفادة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟……….
في هذا الإطار، يتسائل سكان الحوزية عن سر ظاهرة البناء العشوائي الذي أضحى يغزو مختلف دواويرها التي تزحف اتجاه مدينة أزمور ومدينة الجديدة بشكل لم يسبق له مثيل، وعن الإقصاء الممنهج وحسب شهادات بعض سكان الدواوير الذين استقينا أقوالهم، فإن بعض المستشارين المحظوظين بالمجلس الجماعي يقوموا بتشجيع السكان على البناء العشوائي دون اللجوء إلى المساطر القانونية للحصول على تراخيص .
وفي اتصال ( لجريدة الحوار بريس) بمستشار بالمعارضة، صرح لنا بالحالة المزرية التي تعيشها الجماعة ومدى مسؤوليتها أمام الإهمال، وان المجلس الجماعي لم يقم بأي مبادرة لتنمية المنطقة رغم ميزانيتها الضخمة، حيث أكد في تصريحاته أن أبناء المنطقة مقصيين من الشغل بالمنتجع السياحي مازغان والكولف الملكي ومعرض الفروسية وغيرها ….
إلا أن السؤال الذي يعيد طرحه على لسان كافة سكان الجماعة ويظل معلقا ينتظر الإجابة عنه من طرف السلطات المعنية هو: إلى متى سيظل هذا الوضع المأساوي المسلط على رقاب ساكنة هذه الجماعة المحكوم عليهم بالمعاناة ؟
كما أن المجلس الجماعي لا يعير أي اهتمام لفلاحي المنطقة الذين يقاومون موجات الجفاف وقلة الإمكانيات والغياب التام للدعم الذي من المفروض أن تقف بجانبهم الجماعة ومنتخبيها.
بالإضافة إلى مقرات المصالح الإدارية البعيدة عن الدواوير المتفرقة فالقيادة ومقر الجماعة يوجدان في أخر الحدود الترابية للجماعية بعيدة عن مفهوم تقريب الإدارة من المواطنين مما يزيد من معاناة السكان لقضاء الأغراض الإدارية .
مرت الانتخابات ووزعت المقاعد والمناصب وكل واحد له نصيبه، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، مرت 8 أشهر عن الانتخابات ولا زال التهميش والاقصاء واستمرار المعاناة في مشهد سريالي بئيس: اللهم الضهور الفلكلوري لبعض أعضاء المجلس والرئيسة في مناسبات مدفوعة الأجر ومؤثتة من الميزانية العامية كمهرجان الطفل الجاري حاليا والمميز بسخاء الدعم الجماعي لجمعيات محضوضة كما هو الشأن بالنسبة لفيدرالية النقل المدرسي تأتي من خارج تراب الجماعة وتغرف الملايين من الدعم العمومي بلا وجه حق وكأن أبناء الحوزية عاجزين تشكيل تكثل جمعوي وتنظيم النقل المدرسي دعما لتلاميذ العالم القروي.
إن الاصلاح في المفاهيم السياسية والعلمية، لا يمكن أن يكون سطحيا، يمس بعض الأماكن، بل هو مجموعة من العمليات تخضع لمقياس التجويد والمواطنة الحقة والغيرة على المجال بكل محتوياته، يعني الانتقال من مرحلة يطبعها الجمود، إلى مرحلة أكثر حيوية، وأكثر دينامية، فالمجلس الجماعي غير مبالي بالانخراط في تنمية المنطقة وبعيدا كل بعد مع الخطابات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
فالإصلاح يتطلب منا جميعا الانخراط في ثورة تنموية جدرية شاملة، لكي تأخذ هذه المنطقة مكانتها ضمن الجماعات الترابية القروية المغربية، بما يواكب تحديات العصر ومتطلباته .
على سبيل الختم فان تراب الحوزية في حاجة لمستثمرين جدد وتكافؤ الجهود المجلس الجماعي وإشراك المجتمع المدني وخلق فرص الشغل لأبناء الجماعة الشيء الذي يؤدي الى استقرار الساكنة بدلا من الهجرة إلى المدن او أحزمة الفقر أو إلى ركوب قوارب الموت بحثا عن الفردوس المفقود.
قريبا لنا عودة في الموضوع بالصوت والصورة مع أحد المستشارين.