تاونات :جمعية زاوية زرارقة تنظم حدثا ثقافيا باهرا ببني وليد .

بقلم: عاهد ازحيمي

 

عاش دوار زرارقة جماعة بني وليد مساء يوم الخميس 25 يوليوز الجاري حدثا تاريخيا لم حيث نظمت جمعية زاوية زرارقة للعمل الثقافي والاجتماعي بشراكة مع مجلس جماعة بني وليد حفلا ثقافيا وتربويا عظيما ومتميزا بفقراته المتعددة وعروضه الإبداعية المتنوعة التي قدمها مجموعة من التلاميذ والتلميذات.

 

تم افتتاح هذا الحفل بآيات من الذكر الحكيم بتلاوة المقرء الأستاذ زهير السليماني، وتلته كلمة ترحيبة ألقاها رئيس الجمعية الأستاذ محمد البورقادي الذي يرجع له الفضل الأكبر في تنظيم هذا الحفل والتخطيط له. ثم كلمة الأستاذ أحمد السباعي باسم جماعة بني وليد، وبعدها قامت التلميذات: نورة الزغواني ورانيا العامري وندى الطاهري وخولة الزغواني ومروى السوسي ومريم السليماني وفاطمة الزهراء الطاهري ورنى الحجل وزكية العامري، بعرض أنشودة ترحيبية في مستوى عال من الدقة والاتقان وفي جو من الانسجام رغم حداثة سنهن. وتلا هذه العرض التلاميذي كلمة الأستاذ علي السليماني باسم جمعية أجيال الزرارقة للرياضة.

 

وشارك في هذا الحفل الثقافي الدكتور ابراهيم ديب، الذي تفضل بإلقاء مداخلة تحدث فيها عن الامكانيات التي يزخر بها الجبل وطاقاته الجبلية التي ينعم، وقدرته على الإبداع والتميز، ولم يفت المفتش التربوي ابراهيم ديب التعبير عن اعجابه بأنشطة وانجازات جمعية زاوية زرارقة وتقديره لكل أبناء قرية بني وليد.

 

وخصصت الجلسة الثانية من هذا الحفل للابدعات التلاميذية حيث ألقت التلميذة المبدعة فاطمة الزهراء الشراط كلمة حول تجربتها الروائية، وحثت زملاءها التلاميذ على التشبث بالأمل وخوض تجربة الإبداع والقراءة. وبعدها قامت التلميذة دعاء بنموسى بالقاء بتقديم مداخلة حول دور العلم في بناء المجتمع، وألقى كذلك التلميذ مصطفى بوعزاوي كلمة حول أهمية التوعية والتثقيف في المجتمع. وشاركت كل من فاطمة البركة وفاطمة الزغواني وفاطمة وفاطمة الطاهري بقراءة جماعية لآيات من القرآن الكريم وفق قواعد التجويد. ثم تقدمت التلميذة تورية الشرادي بالقاء نص نثري بعنوان “على خطى الحق نسير”، أثارت فيه موضوع القضية الفلسطينية ومعاناة أهل غزة واطفالهم.

 

وتم افتتاح الجلسة الثالثة والأخيرة من هذا الحفل بانشودة معنونة بمغرب الحضارات القيت من طرف التلاميذ والتلميذات: آدم السليماني وريان العامري وبسمة الطاهري وشيماء الطاهري وندى الطاهري وحفصة السليماني وفاطمة الزهراء الطاهري.

وبعدها تقدمت التلميذة يسرى الطاهري بمداخلة موسومة ب : الفرصة الثانية” عالجت فيها مشكلة الهدر المدرسي والانقطاع المبكر عن الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية وحاولت في مداخلتها زرع بذرة الامل بتأكيدها على أن دائما هناك فرصة ثانية لمن أراد تحدي الصعاب وتجاوز العقبات والأشواك.

 

أما التلميذ محمد السليماني فالقى كلمة بعنوان : مسار تلميذ، عبر فيها عن تجربته الشخصية مع الدراسة ودور جمعية زاوية زرارقة في دعمه وتوجيهه، وشارك في هذا الحفل كذلك تلميذ من مدينة الحسيمة إسماعيل الخمليشي بمداخلة عبر فيها عن قيمة العلم وأهميته في حياة الإنسان والمجتمع كما تطرق في مداخلته للقضية الفلسطينية. وألقت التلميذة المتفوقة زينة بوزيان الحاصلة على أعلى معدل بالثالثة إعدادي عمومي بإقليم تاونات كلمة عن تميزها الدراسي، تقدمت من خلالها بشكر كل من وقف بجانبها وقدم لها الدعم لتحقيق نجاحها وتفوقها. كما قام مجموعة من التلميذات والتلاميذ بتقديم عرض مسرحي حول حق الفتاة القروية في التمدرس.

 

وختم هذا الحفل في حوالي الساعة الواحدة ليلا بتوزيع الجوائز على المتفوقين و المبدعين، وشواهد المشاركة على الحاضرين، شواهد تقديرية للجن التنظيمية بمختلف مجالاتها. وقام بتنشيط هذا الحفل كل من الأستاذة أميمة الرحموني والتلميذة يسرى الطاهري والتلميذ محمد السليماني، وقام الصحفي كريم باجو بالتغطية الصحفية عن مجلة صدى تاونات وجريدة تاونات نت الإلكترونية.

 

وشهد هذا الحفل الثقافي الذي قل نظيره، حضور رئيس جماعة بني وليد السيد محمد الحميد ونائبه الأول الأستاذ أحمد السباعي، والمستشار الجماعي محمد الهاشمي ورئيس جمعية الأمهات والآباء أولياء التلاميذ سعيد بوزيان، وعدة وجوه من جماعة بني وليد وإقليم تاونات، وحضر ما يناهز 300 شخص من ساكنة الدوار، الذين عبروا عن قيم التضامن والتعاون والتضحية الجماعية من أجل أبنائهم وبناتهم، حيث ساهموا جميعا في تنظيم هذا الحفل والاحتفاء بالضيوف. وهو ما جعل غالبية الحاضرين تأخذ ارتسامات إيجابية عن ساكنة الدوار واللجنة المنظمة.

 

وفي هذا السياق عبرت التلميذة المبدعة فاطمة الزهراء الشراط عن اعجابها الكبير بمستوى التنظيم ونوعية الانشطة وتنوعها حيث قالت: “كان التنظيم مثاليًا بشكل لا يصدق، بحيث شعر الجميع بالترحيب والراحة من لحظة وصولهم، أما المداخلات والمشاركات فقد كانت تضج بالإبداع والفكر الراقي، مما أضفى على الجو العام للفعالية عمقًا وبعدًا ثقافيًا مميزًا. إن تلك الليلة لم تكن مجرد فعالية، بل كانت حدثًا استثنائيًا يجمع بين الثقافة، والفكر، والإبداع في أبهى صوره، ويعرف بالمنطقة وبطاقاتها الشابة المبدعة”.

 

أما الدكتور ابراهيم ديب قال عن هذا الحفل: “كان حفلا عظيما بكل المقاييس ومن جميع الجوانب….. من حيث المحتوى، التنظيم، الاستقبال، الحضور الكبير للجماهير….كل الأمور كانت جيدة وعظيمة الشكر كل الشكر لجمعية زاوية الزرارقة على العمل الرائع الذي قاموا به”.

 

ومن جانبه عبر محمد الهاشمي عن إعجابه بهذا النشاط بقوله: “كان نشاطا ثقافيا وتربويا رائعا، جمع بين المتعة والإفادة، وأعطى تصورا مغايرا عن الصورة النمطية للدوار كفضاء لا يصلح سوى للفلاحة والرعي وتربية الماشية، حيث أبان أن الدوار يمكن أن يكون أيضا فضاء لإنتاج المعرفة والثقافة و دالفكر والفن”.

 

كما تحدث سعيد بوزيان عن هذا الحفل بقوله: “هو حفل في قرية بمواصفات حضرية من حيث التنظيم والحضور والفقرات …حفل حجت إليه جميع ساكنة دوار الزرارقة….هذا الحفل يجعلك تشعر بمفهوم الدوار … متماسك … متعاون …بالإضافة إلى أن الاهداف التي رسمتها الجمعية بدأت تظهر في الأجيال التي واكبتها الجمعية … وانعكس ذلك على التحصيل الدراسي الجيد … والتأليف … حتى على مستوى القيم …استطاعت الجمعية أن تعيد إلى الحياة مجموعة من القيم”

 

وتحدث كذلك الاستاذ زكرياء المحموزي عن هذا الحفل بقوله: أولا الحفل كان منظما، بل ومحكم التنظيم وهناك توزيع دقيق للمهام بين أعضاء الجمعية. ثانيا: تنوع وغنى في فقرات الحفل( أناشيد+ مسرحيات+ قراءات شعرية+ قراءات مقالات من إنتاج التلاميذ+ مداخلات للضيوف )

Exit mobile version