حلم انتهى برصاصة.. مصرع لاعب مغربي شاب برصاص البحرية الجزائرية وسط البحر!
في مشهد مؤلم يعكس قسوة الواقع الذي يعيشه آلاف الشباب الحالمين بالهجرة، لفظ الشاب المغربي أسامة همّام، لاعب كرة القدم الموهوب المنحدر من مدينة العروي بإقليم الناظور، أنفاسه الأخيرة على مشارف السواحل الإسبانية، متأثرًا برصاصة أطلقتها البحرية الجزائرية خلال محاولة فراره نحو “الحلم الأوروبي”.
أسامة، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، كان من بين مجموعة شباب غادروا شاطئ السعيدية على متن قارب مطاطي (زودياك) في محاولة للوصول إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، بحثًا عن مستقبل أفضل، بعيدًا عن البطالة والهشاشة التي ترهق شباب المنطقة.
لكن الرحلة لم تكتمل، فبعدما دخل القارب المياه الإقليمية الجزائرية عن طريق الخطأ، تدخلت البحرية الجزائرية بشكل وصفه الناجون بـ”العنيف والمفزع”، حيث تمت مطاردتهم وإطلاق النار عليهم دون سابق إنذار، رغم أن القارب كان يحمل فقط مهاجرين غير نظاميين، عزلًا لا يشكلون أي تهديد.
أسامة أصيب برصاصة قاتلة استقرت في كليته، مما تسبب في نزيف حاد لم يمهله طويلًا. حاول رفاقه إنقاذه وسط حالة من الهلع والرصاص المتطاير، وتمكنوا من مواصلة المسير حتى اقتربوا من سواحل “ألميريا” الإسبانية، حيث جرى إشعار فرق الإنقاذ، التي قامت بمحاولة إسعافه، لكن الشاب فارق الحياة متأثرًا بجروحه.
كان حلمه بسيطًا: أن يصل إلى الضفة الأخرى، أن يحقق ذاته، أن يساعد أسرته ويصنع مستقبله في ملاعب الكرة… لكن رصاصة الغدر كانت أقوى من كل الأحلام.
وفاة أسامة فتحت باب التساؤلات مجددًا حول تعامل بعض الجهات الأمنية في المنطقة المغاربية مع المهاجرين، وعن مدى احترام مبادئ حقوق الإنسان في الحدود البحرية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بأرواح شباب لا يحملون سوى الأمل.
رحم الله أسامة، وألهم ذويه الصبر والسلوان.