رحلة الفن التشكيلي من مدينة الصويرة إلى مدينة الحمراء
تعتبر الرحلة من الفنون الأدبية التي تسعى إلى تطوير الإتصال بين مختلف الأجناس والشعوب، وكذلك إحداث تفاعل الحضاري والتعايش السلمي والرقي بثقافة بمختلف أنواعها ، وتتجسد هذه الفكرة بشكل كبير وواضح في ملفات الرحالة العرب والمسلمين إلى أوروبا. واشتهر المغاربة منذ عهود قديمة بالرحلة لأغراض مختلفة، كما لعب الموقع الجغرافي المغربي دورا هاما في تحديد أهداف رحلاتهم نظراً للبعد عن المشرق من جهة والقرب من أوروبا من جهة الثانية، لكن الرحلة المغاربة إلى المشرق برزت بشكل كبير في البعد الديني الذي يعتبر محركا لها . فقد رحلوا من أجل أداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة ولقاء بالشيوخ والعلماء… وكذلك لأغراض سفارية نظراً للعلاقات التاريخية التي تربط الدولة المغربية بالمشرق والغرب بالمقابل رحلة المغاربة إلى أوروبا خلال الفترة الحديثة مثل السفراء ومبعوثين ، بناءا على التطور العلاقات الدبلوماسية بين الضفتيين الشمالية و الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ، ومن الأسباب التي أدت بالانسان إلى الرحلة والتي تتجلى فيما هو اقتصادي بالدرجة الأولى ثم السياسي بالدرجة الثانية ، وكذلك ما هو ديني و ثقافي وفني والابداعي.
وإذا كانت الوظيفة الأساسية التي تسعى إليها الرحلة في الثقافة العربية الإسلامية هي طلب العلم واستكمال المعرفة وهنا نستحضر قول إبن خلدون من جزء من كتابه ” المقدمة” حيث يقول « الرحلة لا بد منها في طلب العلم واكتساب الفوائد والكمال بلقاء المشايخ ومباشرة الرجال » إذن فالرحلة هي الانفتاح على الغير أو الآخر من أجل تبادل الاراء والمعارف والافكار والخبرات ، ويبقى السؤال المطروح في هذا السياق وهو الشغل الشاغل في هذا الموضوع هل هناك علاقة بين الرحلة والفن التشكيلي ؟ وماذا يمثل الفن التشكيلي بالنسبة للعلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الأخرى ؟ إذا كانت الرحلة تتحد في أبعاد السالفة الذكر ( الاقتصادي __ ثقافي __ ديني _ سياسي) ، فالفنان بحكمه رساما أو نحاتا يمتلك القدرة على المهارية والمخيلة الإبداعية إلى ناقد وفيلسوف فيتحول العمل الفني ضمنيا إلى عمل فلسفي يطرح خلاله الفنان فلسفته عما يحط به مثيرا علاقة يسوقها الجدل ووضع التساؤلات بين العمل الفني وبين المتلقي ، ويطرح مواضيع ذات صلة بالواقع الاجتماعي ليعبر عن مشاعر الإنسانية وبالتالي فإن الفن التشكيلي هو الغصن الأساسي لهذه الأبعاد بدوره يحقق الانفتاح والتواصل الحضاري والتعايش ،كما يجعل من الطبيعة جزءا منه ويجعل منها عنصرا حي لتتشارك مع الإنسان نفس المشاعر ولذلك فالفن التشكيلي يجمع بين مختلف العلوم فلا يمكن المؤرخ أن يستغنى عن رسم الخرائط والرياضيات لم تستغنى عن رسومات الهندسية وعليه الفن التشكيلي هو الأب لهذه العلوم ، واللوحة هي الأم ثم الريشة تعتبر المعلمة ، وفي هذا الصدد نتحدث هنا عن فنانة التشكيلية ” حفيظة أبو درار” التي تعتبر رائدة من الرواد للفن التشكيلي للجيل الصاعد إذا كان الفن التشكيلي يمتاز بالاخلاق العالية يحمل جميع صفات الحميدة يخلق تواصل والانفتاح الحضاري وبتالي فإن الفنانة المتألقة ” حفيظة أبو درار” تحمل رسالة النبيلة التي تعلمته من المدرسة الأخلاقية الذي كان من وراءها المعلم ” الفن التشكيلي” فالفنانة قامت بالرحلة من مدينة الصويرة إلى مدينة الحمراء من أجل الحضور في المعرض الجماعي للفنون التشكيلية بقصر الباهية بالمدينة مراكش وهي تمثل السفيرة لمدينة الصويرة وهي تذوق معانات السفر ولذلك تعاني في الصمت لكنها تبتسم مع اللوحاتها الجميلات التي تعبران عن المصادر الواقعية للفن التشكيلي ، كما أن الفنانة حضرت لمجموعة من المهرجانات الوطنية ، وحصلت على من الشواهد التقديرية وخاصة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة من طرف المديرية الإقليمية لوزارة الرياضة والثقافة والتواصل _ قطاع الثقافة بالصويرة ، كما أنها ساهمت في انجاح فعاليات الورشة الفنية تكريما المرأة القروية