وأنت تشد الرحال إلى شاطئ بليونش تمر من الفنيدق ومعبر سبتة بأمن وسلام، بعد ذلك تطالعك منعرجات ومنعطفات تزرع في نفسك الهلع والفزع رغم أن الطريق جاهزة للسير بشكل رائع وسط مناظر خلابة، الشيء الذي يقتضي الحيطة والحذر. وبمجرد ما تصل إلى جماعة بليونش ينتابك الفزع والهلع مرة ثانية لأنك تجد نفسك في أزقة ضيقة وسط بنية تحتية مهترئة لا تليق بما يسمعه المصطافون عن شاطئ بليونش.
وعندما تصل إلى الشاطئ بل إلى البحر تضطرب خواطرك لأنه ليس هناك شاطئ برمال، بل شاطئ بأحجار صماء لا تليق البثة بالاستجمام والاستلقاء. الشيء الذي يجعلك تنفر من هذا المكان وتتذكر ما قاله الشاعر إيليا أبو ماضي:
شاك إلى البحر اضطراب خواطري فيجيبني برياحه الهوجاء
ثاو على صخر أصم وليت لي قلبا كهذي الصخرة الصماء
لم يرقنا المكان فولينا وجهتنا نحو ما يسميه أهل بليونش : شاطئ الغوص من أجل القيام بعملية غوص ماتعة. كانت الطامة كبرى . لم نجد شاطئا، بل وجدنا مساحة صغيرة جدا جدا فيها صخور صماء تؤز أزا كل من جلس عليها ،وتكدست فوقها أمواج بشرية أشبه ما تكون باللقالق التي تنتظر وجبة النقانق، أمواج بشرية تسترق سمع بعضها البعض من كثرتها وضيق المكان الذي احتواها.
لم يرقنا المكان مرة أخرى فعدنا أدراجنا إلى الشاطئ الأول الذي وخزتنا أحجار ه الصماء والملساء، ونصبنا خيمتنا لمدة يسيرة، لكن سرعان ما برحنا هذا الفضاء في اتجاه جزيرة ليلى للاستمتاع بمنظرها الجميل مع غروب الشمس.
أصبنا بخيبة كبيرة عندما ركنا مركبتنا في مكان بدون حارس وسرنا راجلين في طريق غير معبدة للوصول إلى جبل موسى الذي ترى منه جزيرة ليلى. التقطنا صورا باهتة للجزيرة التي كنت أتصورها بشكل مخالف لما رأيته. رأيت صخورا كبيرة التقطت معها عن بعد صورا بدون شهية إن صح التعبير . وعدنا أدراجنا ونحن نردد: ما أجمل هذا المكان ! ما أقبح هذا المكان !
هذا المكان جميل بمناظره، وقبيح ببنيته التحتية .
أدعو السلطات المحلية إلى الاهتمام بهذا الفضاء لأنه وجهة سياحية جميلة لكن حاليا ينفر منه كل من زاره .