عاد المهرجان الدولي للرحل بمحاميد الغزلان ليحلق عبر أثير الصحراء.
بقلم :اسماء بوخريص
عد جائحة كورونا التي أطبقت على العالم أجمع … عاد ليعبر عن الإنسان والمجال، الإنسان الذي يحمل ثقافته بالمعنى الأنثربولوجي، فهي ليست محصورة في اللباس والفلكور والأهازيج بل لها معنى مركب ممتد عبر الأجيال ويعبر عن القيم والفضائل والرقي الحضاري للرحل.
إن الإشعاع الثقافي الذي يرومه المهرجان، لا يقتصر فقط على ربط وشائج المحبة والتآزر والتلاقح بين مكونات الإنسان الصحراوي من محاميد الغزلان حتى تخوم مالي. بل يسعى لأن تكون ( محاميد الغزلان) جوهرة ومنارة ثقافية تطوف العالم بعاداتها وتقاليدها وأهازيجها الضاربة في القدم. ولعمري إن هذا ما يجعل من الثقافة تحمل روح عالمية تتخطى الحدود والجغرافيا وتجد فضاء أرحب لتفصح عن نفسها ومكنونها.
لطالما كان سكان محاميد الغزلان عرباً وأمازيغاً يفتخرون بثقافتهم الغنية والمتعددة، وبالأخص ثقافة الرحل التي تبصم في مخيلة الإنسان وعاداته، ولعل ما جعل منظم المهرجان ( نور الدين بوكراب) يحمل على عاتقه هم الثقافة وقلقها، هو كونه أصلا ينتمي إليها وتحرك كيانه… ( اعريب) وما سعيه من خلال فعاليات هذا المهرجان الذي أخذ صيته العالمي إلا انتصارا للثقافة بشقه الإنساني إبتداءً. وجعل ثقافة الرحل تحمل معناها التي وجدت لأجله. .. فما ضاقت بها الأرض بما رحبت إلا لكي تكون ناطقة باسم الإنسان وحضوره في صيرورة الزمن أمساً وحاضرا.