شهد المغرب في السنوات الماضية موجة غير مسبوقة من الهجرة السرية أو غير النظامية نحو الضفة الأوربية عبر بوابة إسبانيا التي تفصلها عن المغرب بحوالي 15 كيلومتر بحرا.
تعد الواجهة الغربية للمملكة المغربية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، منطقة إنطلاق مختلف القوارب الهجرة غير النظامية.
هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم لكنها ارتفعت بشكل كبير في الأوينة الأخيرة، بسبب الوضعية الاقتصادية والظروف الاجتماعية التي أصبح يتقلب فيها المواطن المغربي، والتي جعلته يبحث عن البديل عبر قوارب الموت سعيا في البحث عن مستقبل غامض قد يتحقق وقد لا يتحقق.
المصير المجهول بين أمواج البحر كان ضحية عدد كبير من أبناء الوطن المغربي وحتى بعض الجنسيات الأفريقية، الذين فقدو حياتهم وأرواحهم وسط البحر تاركين عائلات وأطفال وصغار وزوجات حوامل وغيرها ، بسبب عدم قراءة أحوال الطقس البحرية أو بسبب عطب أصاب القارب وغيرها من الأسباب.
ولتحديد بعض الأرقام التي أعلنت عنها السلطات المغربية أواخر سنة 2021 أنها أحبطت أكثر من 42 ألف محاولة هجرة غير النظامية، وفككت أزيد من 156 شبكة إجرامية تنشط في الهجرة، وماذا عن سنة 2022 أكيد أن العدد يتضاعف، هذا العدد ليس بالسهل ويبرز لنا أن العقل المغربي أصبح يخطط نحو الهجرة، ويجب أن نعلم أن أعداد مضاعفة قطعت الطريق ومنهم من فقد روحه وسط البحر تاركا جسده وجبة دسمة للأسماك والكائنات البحرية.
الوضع يتفاقم وأرواح تتساقط ومستقبل مجهول والمصير يكون في أعماق البحار، والهجرة لن تتوقف ما لم تتدخل الدولة لوضع حد لهذه الظاهرة المشوؤمة، بإجاد حلول جذرية للشباب وتوضيح المستقبل الغامض في الوسط المغربي.
وفي ظل الوضعية الاقتصادية المغربية جعلت مختلف الفئات العمرية من شباب وشيوخ وصغار وكبار وعائلات يركبون قوارب الموت بشعار أكون أو لا أكون، طامحين في إنقاد أنفسهم وداويهم من العوز والفقر والحاجة، ما تبقى من سنوات حياتهم، لكن في بعض الأحيان وكما يقول المثل الشعبي تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
نهاية مسلسل الحلم المجهول بين أمواج البحر إما جتثا وعظاما أو بداية حياة أوربية جديدة.
نتسأل من المسوؤل عن الأرواح المفقودة من أبناء الوطن؟!!.