هي شريحة من مجتمعنا ذكورا وإناثا، اختارت أن تنخرط في هذا الميدان الذي ليس بالسهل، ميدان يتطلب كامل اليقظة والحضور المستمر والمزيد من الأشغال اليدوية المتعبة، شريحة أرغمتها المهنة للإستيقاظ مبكرا قبيل الفجر تاركة وراءها أسرة تتكون من أطفال في سن التمدرس وآخرين رضع، لتتجه نحو الحي المطلوب منها تنظيف أزقته ودروبه من كل الأوساخ والنفايات التي يلقي بها بعض المتهورين هنا وهناك دون وضعها بالقمامات المخصصة لها.
لم تتوقف عند هذا الحد بل تراها تكنس كل جنبات الطرق والمسالك والممرات وبعجالة قبل أن تنطلق حركة السير سواء على الأقدام أو على مثن وسائل النقل والدراجات بكل أصنافها، فهناك من ينظر إليها نظرة احتقار ولا يقتربون منها بحكم احتكاكها مع عالم النفايات ظانين أن بدلتها ظلت وباتت متسخة رغم سهرها للحفاظ على بيئة نظيفة، ورغم كل هذا لا ننسى العناصر التي تعترف لها بالجميل وتقدر وضعيتها؛ ترى البعض من ساكنة الحي تلتفت لهذه الشريحة إذ بمجرد الاقتراب من بابها الرئيسي سرعان ما تتقدم إليها وهي محملة بصحن به وجبة الفطور وشاي ساخن اعترافا بخدمتها، تجعل ذلك العامل يسترجع قواه ويحافظ على دفئ جسمه الذي أصبح في أمس الحاجة إلى طاقة حرارية لمواصلة الأشغال.
فتحية لهذه الشريحة رجالا ونساء عمال و عاملات النظافة المشهود لهم بعملهم الدؤوب الذي يستحق كل التقدير والإحترام.