قول السفهاء في زواج بسيدة موظفة.
بقلم : ذة/ نزهة الكوشي.
سألتني صديقة عزيزة لماذا لم أتفاعل مع ما نطق به المواطن إلياس لخريسي المعروف بالشيخ سار، (و ما هو بشيخ ) عن طلب مقنع عمل المرأة.
قلت لها مازحة :”و ما ذنب الحروف و الكلمات البريئة التي سأستعملها في هكذا موضوع فارغ؟؟؟”
ردت علي العزيزة موضحة أن الأمر خطير لدرجة أن هذا العبقري فتح صفحة بالفايس بوك مطالبا منع الزواج بالموظفات.
ضحكت مقهقهة أمام دهشة و استغراب زميلتي .
لماذا ضحكت ؟؟؟
ضحكت أولا لأن تاجر الدين هذا ، منتوج البيجيدي هو و كثير من الأبواق ، يظن أنه بمجرد ما يطالب بمنع عمل المرأة ، ستخضع له مؤسسات الدولة ملبية و محققة حلمه البليد.
تناسى هذا المغفل ان المملكة المغربية ليست نسخة لأي مجتمع عربي مسلم منغلق على نفسه، فالمرأة عندنا عملت و تعمل بالحقول و المصانع و المدارس و المستشفيات و في كل الميادين بموجب قانون الشغل….يعني أن هذا المغفل يصيح صيحة يائسة في واد .
ضحكت ثانيا ، لأنه هو أصلا متزوج من مدرسة تعطيه مصروف جيبه ….يعني حلال عليه حرام على الآخرين. المهزلة أنه عندما سأله البعض لماذا هو متزوج من موظفة رد عليهم أنها حياته الشخصية .
ضحكت ثالثا لأن المرأة الموظفة لالا مولاتي ، فهي ربة بيت بامتياز، مهتمة بأطفالها و بيتها و عملها، مساهمة في تدبير شؤون منزلها مضحية بوقتها و صحتها و مزاجها …. و لا تنتظر لا جزاءا و لا شكورا…فعملها هو وجودها و استقلالها المادي هو بر أمانها في عالم مهزوز….
ضحكت رابعا ،لأن اختيار الزوجة و الزوج شيء خاص باثنين ….هما من يختاران ما يريدان بكل قناعة….للمرأة الحرية في العمل من دونه و للرجل حق اختيار زوجة موظفة أو فقط ربة بيت على أساس أن الموظفة هي كذلك ربة بيت.
لم أقل هذا لصديقتي لأنها فهمت …..قلت لها بصوت هامس” يمشي ي……حتى هداك بعدا راجل….لا زين لا مجئ بكري…”
شاركتني صديقتي ضحكتي أمام ما تفوهت به ….سكبت لي كأس شاي مغربي أصيل ….و انهمكنا في نقاشات ملحة أكثر أهمية من طينة القانون الأساسي المنتظر منذ مدة، و مستحقات الشغيلة التعليمية ، و عدد المصابين بكورونا بالصين، و غلاء الأسعار..و الجفاف….
كلما تطرقنا لموضوع من هذه المواضيع، إلا و شحبت صورة هذا الكركوز و بهتت و ما لبثت أن انطفت أمام وهيج مواضيع وجودية شائكة تنتظر النقاش و الحلول و البديل.