تثير الانعكاسات المتباينة للرشوة على الرجال والنساء اهتمام الفاعلين المعنيين بالظاهرة في السنوات الأخيرة إلا أن الدراسات والتحاليل التي تم القيام بها باعتماد مقاربة النوع الاجتماعي، قد أظهرت حتى الآن، أن هناك أشكالا خاصة من الرشوة تعاني منها النساء بشكل خاص وتساهم بشكل كبير في تعميق الفوارق بين الجنسين. وتشمل هذه الأشكال من الرشوة مظاهر متعددة من الاعتداءات الجنسية، كالرشوة الجنسية. فعلى الرغم من وثيرة هذه الظاهرة، فهي لا زالت غير معروفة ويصعب تحديدها ومعالجتها نظرا لأنه نادرا ما يتم الكشف عنها وتناولها من قبل الهيات المختصة في مجال المراقبة وتتبع ظاهرة الرشوة. كما أنها وبشكل عام، لا يتم التبليغ عنها أو تقديم شكايات بصددها لدى المصالح المختصة، وذلك نظرا لخشية الضحايا من التوصيم، ولأن العديد منهن يجهلن حقوقهن أو سبل التظلم والإنصاف المتاحة أو لأنهن يعتبرن أنه لا فائدة من التبليغ وفضح الاعتداءات التي يتعرضن لها.
إن أحد هذه الممارسات والسلوكات بعين الاعتبار أضحت ضرورة في مجال محاربة الرشوة والفساد الإداري، وهذا يتطلب القيام بتحليل معمق لهذه الظاهرة من أجل الإحاطة بحجم الظاهرة وتحديد التدابير الواجب اتخاذها لمكافحتها والحد منها.
في هذا السياق، ولهذه الغاية، تنظم ترانسبرانسي المغرب، بشراكة مع مؤسسة هاينريش بل الرباط – المغرب، لقاءا يوم الأربعاء 20 شتنبر 2022 على الساعة العاشرة صباحا مع الأستاذة نعيمة بنواكريم، متخصصة في النوع الاجتماعي. ويندرج هذا اللقاء ضمن مجموعة من الأنشطة المدرجة في مشروع كلام الشباب من أجل المساءلة، الذي يهدف إلى تحسيس الشباب بصفة عامة، والطالبات والطلبة بصفة خاصة، حول مواضيع الرشوة الجنسية، وتضارب المصالح والاغتناء غير المشروع في مجال الصفقات العمومية من أجل الخروج بمجموعة من التوصيات والاقتراحات سيتم صياغتها في مذكرة للترافع بهدف توجيهها إلى الجهات المختصة. كما يعالج المشروع موضوع المساءلة الاجتماعية حيث يوفر فرصة للجمعيات والمسؤولين المنتخبين لتطوير السبل المحتملة للعمل المشترك بشأن مسألة الشفافية والمساءلة.
تتحدد أهداف اللقاء في فيما يلي: تعريف ظاهرة الرشوة الجنسية ومحدداتها
تسليط الضوء على الإطار القانوني والمؤسساتي الخاص بمعالجة جرائم الرشوة الجنسية
تداول دور الطالبات و الطلبة والمجتمع المدني في محاربة الظاهرة اقتراحات وتوصيات المشاركات والمشاركين من الحد من هذه الظاهرة.