هل الثورة تأكل أبناءها بالويدان؟

مجرد رأي:ذ.اسماعيل البحراوي
يكشف المشهد السياسي الويداني اليوم خاصية تاريخية تتعلق بطبيعة الممارسة السياسية في هرم التدبيرالعام للمال العام،والتي تتمثل في تشنج ردود أفعال الممارسين السياسييين ومسارعتهم إلى تصفية خصومهم السياسيين، وإخراجهم من المشهد بكل الطرق,والوسائل المتاحة خارج لعبة التوجه العام للتنمية المستدامة.
ففي عام 2021 توفرت كل الشروط,والتداعيات السياسية,لِلم شمل الاطياف السياسية,أمام اتحاد الشباب الذين قادوا حملة شاسعة تدعوا الى التغيير السياسي بالساحة الويدانية.
وقد عبرت ساكنة الويدان عن فرحتها انذاك,بعد فوز سياسة التغيير السياسية بدعم شباب المشعل,مما أعاد الثقة الى نفوس المواطنين حسب ارتسامات الشارع بشتنبر2021.
وإنّ ما لفت انظار الشارع الويداني مباشرة بعد التحكم في دواليب اللعبة السياسية,أن السياسة الجديدة وضعت يدها على مكامن الخلل,وتحاول وضع تصورعام لبناء الويدان الجديدة.
فطبيعة كل سياسة جديدة,البحث عن سبل فرض السيطرة وبناء حواجز وهمية,للبقاء على قائمة الزعامة التي تسعى الى بناء مجتمع خاص يهدف الى رسم خريطة طريق تضمن لها البقاء على رأس السلطة السياسية.
مرّت سنتين على انتظارات شباب وشيوخ,الطامحين لِلمس التغيير المُنتظر,حتى تفاجأنا جميعا بخيبة أمل,بعد حُمى الاعلام التي كشفت مستور السياسة الجديدة عام 2023,لتتوالى بعدها سقوط الاقنعة وانكشاف اللعبة.
فصراع نفس النسق السياسي داخل القيادة السياسية,عادةً ما يُخرِّب كل المخططات التنموية,ويسهر على تصفية نفسه من داخل بيته الداخلي,تمهيدا لمرحلة جديدة لا مجال فيها لرجالات سياسية وجمعوية,واعلامية أيضا,ظنا من رئيس الحزب الوحيد أنه قادر على بناء الويدان الجديدة لوحده,في حين أن الهيكل الانقلابي الجديد بات عدوا داخليا,سُمح له بتأسيس خطابه السياسي بالوسط الويداني,ومناهضة كل اشكال التطرف السياسي,مباشرة بعد مقاضاة ابناء الثورة الجديدة التصحيحية,ومحاولة الزج بهم في السجون واتهامهم بشتى انواع التهم الكيدية.
ومن أوجه صراع الاخوان الاعداء,التصدي للنائب الرابع الذي ينتمي لنفس الحزب الوحيد,ومهاجمته من خلال الذباب الالكتروني الوهمي,الذي يتصدى لكل من خالف رأي الزعيم,لتصل العداوة للنائب الاول,المنتمي للحزب نفسه,واتهامه بالسرقة وغيرها,والتي عُرضت حيثياتها على انظار عناصر الدرك الملكي,وتحرك السيد عامل مراكش,ومطالبته باستفسار في نازلة انتصر فيها السيد النائب بما يكفي من القرائن.
استمر صراع الاعداء ولم يتوقف نزيفه,حاصدا اليابس والاخضر,مؤثرا سلبا على الوضع السياسي..مما نتج عنه عصيان المتمردين على تجاوزات سياسية,وطاعة المتطبلين الطامعين بغدق سياسة العام زين.
لن يتوقف نزيف سياسة شد الحبل بمجلس الويدان,في غياب الثقة بين الاخوان الاعداء,والتي أسهمت (ثقتهم) بشكل كبيرفي لم شمل الحزب الوحيد عام 2021,لكن سرعان ما تناحرت الاطماع السياسية ليستتب الأمر إلى زعيم دون اخر,والقضاء على أبناء الثورة السياسية التي قادها شباب التغيير الى جانب المناضلين السياسين,مما يطرح سؤال هل الثورة تأكل أبناءها؟
