أخبار وطنية ودولية

يسار في المغرب واليسار في فرنسا

حسن برني زعيم

من غرائب الصدف أن تتزامن لفظتان في الزمان مع اختلاف في السياق والمكان ،فلفظة يسار المجردة من “ال” التعريف في المغرب تطرح كمادة دراسية في موضوع اللغة الفرنسية في امتحان المستوى السادس الابتدائي بجهة فاس، بينما تطفو كلمة اليسار المعرفة ب”ال ” في مجريات الانتخابات الفرنسية ونتائجها، وبذلك يكون القاسم المشترك بين الكلمتين هو كلمة “الفرنسية”،لأن الانتخابات فرنسية في فرنسا والامتحان كان في اللغة الفرنسية في بلادنا.

وإذا كان شأن السياسة واليسار في فرنسا لا يعنينا كما يعنينا يسار “السوحليفة” فإن المواطنين والنشطاء والملاحظين في بلادنا قد اهتموا بموضوع الامتحان الجهوي لمستوى السادس ،وكانت غالبية الآراء تتساءل عن المسوغات التربوية والبيداغوجية التي رشحت هذا الاسم “يسار” لعرضه كنص وصورة يوم الامتحان الذي انتظره التلاميذ ليُبِينوا عن مهاراتهم في الفهم والشرح والتحليل ،ومما لاشك فيه أن ورود اسم أو صورة في امتحان كهذا له دلالات تربوية وتوجيهية وقيمية تترسخ في أذهان الممتحنين الأطفال ، غير أن هذا الاسم و”سوحليفته” ، قد يرسخان في أذهان الأطفال التطبيع مع التفاهة والتافهين وإظهارهم كأبطال أو نماذج يحتدى بهم مثلما نفتخر بالعلماء والباحثين في الداخل والخارج كما علمنا وخبرنا ذلك منذ سنوات.

 

وهكذا فإنه من الصعب استساغة مثل هذا الانفلات الذي جرى في موضوع امتحان السادس في جهة فاس،وأن على المسؤولين عن هذا الانفلات أن يبرهنوا على اللجوء إلى إقحام “يسار” النكرة في موضوع امتحان رسمي له قيمته التعليمية والتربوية والاجتماعية وأن يقنعوا المغاربة المتسائلين عن قيمة يسار “السوحليفة ” في سياق الامتحانات.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى