بقلم : عبد الحكيم البقريني
بلغ عدد وزراء التعليم الذين تعاقبوا على قطاع التربية خلال 60 سنة الأخيرة 33 وزيرا ، بمعدل وزير واحد لكل 22 شهرا ونصف الشهر . ويقابل ذلك مجموعة من محاولات الاصلاح كان أولها : اللجنة الرسمية لإصلاح التعليم سنة 1957 ، وآخرها الرؤية الاستراتيجية 2015 – 2030 ، وبينهنا 13 محاولة إصلاح أو ترقيع موزعة بين مناظرات ، ومخططات ، ومشاريع ، ثم لجن . لكن الحال بقي على حاله ، وربما ازداد سوء .
لا يختلف عاقلان في راهن المدرسة المغربية ، لكن ما سر استمرار نفس الوضع رغم كل المحاولات ؟ .
للإجابة عن السؤال ، لابد من الإشارة إلى نقطة جوهرية تميز القطاع : وهي غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة . ففي العديد من المحطات تم استيراد تجارب فاشلة ، كما تم هدر ميزانيات دون نتيجة ، ودون محاسبة .
فضلا مدراء مركزيين ، ومصالح مركزية قلما تنتج فعلا خلاقا .
إن نجاح كل تجربة إصلاحية مرتبط بانبعاثه من البيئة المحلية ، وباستشارة مبدعي القطاع ، أما استيراد التجارب والبيداغوجيات فقلما يعطي نتائج فعالة . لقد أضحت المغربة واقعا مطلوبا ، وغدا استشارة الخبراء المغاربة أمرا ضروريا . كما أن الوضوح شيء أساسي ، وضوح الرؤية والهدف فالرسالة .
مدخل آخر لا يقل أهمية وهو عنصر الكرامة .. كرامة رجال ونساء التعليم ، كرامة المتعلمين والمتعلمات بفضاءات لائقة ، مراعية للكرامة الإنسانية . فمتى نعلن القطيعة مع هذا الوضع الرديء ؟ .