نظم مهرجان بجماعة ونانة التابعة لإقليم وزان ، وعرف هذا الموسم استقبال العديد من الفنانين والفنانات من مختلف ربوع المملكة ، وحظي باهتمام كبير من طرف الرؤساء التابعين للجماعة السالفة الذكر في إطار تسير وتاطير هذا العرس الفني ، وبناءا على المعطيات المتوفرة لدينا فإن الميزانية المخصصة لهذا المهرجان باهظة التكاليف وهنا يطرح السؤال، كيف نربط الواقع بالخيال انطلاقا من الصورة الواردة أعلاه ؟ وهل الساكنة راضية عن هذه المعانات المعبرة في الصورة أم هنا العكس ؟ وبصيغة أخرى هل التهميش والاقصاء والحرمان من وسائل الضرورية للحياة في العالم القروي كالماء أو الصحة و التعليم هي تعبير عن المودة بالنسبة هؤلاء ؟ أم نقول أيضا الغيطة والطبل والغناء والرقص هم من العوامل المهمين في تطوير التنمية في المجتمع القروي ؟ هناك العديد من التساؤلات حول هذا الموضوع لذلك نقتصر على هذا الحد ، قبل الخوض في تفاصيل حول هذا الموضوع اذ لابد لنا أن نستحضر مقولة بول باسكون أن الشخصية في القبيلة هي شخصية مركبة ومعقدة لايمكن فهمها ومعرفتها إلا بصيغة أحادية أي دراسة اللهجة في المنطقة وتفكيك رموزها ، وتفسير بنيوية الفرد وتشكيله في المحيط الذي يعيش فيه ورصد الواقعية الإنسان المترعرع في البيئة الذي يسكنها ، إذن الجهل والامية وغياب الوعي الفردي يعني غياب الوعي الجماعي هناك العزلة والانانية والفردانية والانطواء يؤدي إلى التخلف والاقصاء والتهميش وهذا ينتج عواقب وخيمة على ابنائنا والذين يعتبرون ثروة المستقبل ويمثلون منطقتهم في الوقت القريب ، هذا من جهة أما من جهة أخرى بالنسبة الآباء و الأمهات رغم مواكبتهم المحن منذ نعومة أظافرهم فهم لازالو في المحنة والمتاعب أين تكمن هنا سعادتهم وهي المحكومة بالشقاء والعناء أو نصفهم بالبؤساء كما وصف فيكتور هيجو في كتابه البؤساء هم الاشقياء طيلة حياتهم اليومية، نعود إلى البيت القصيد انطلاقا من هذه الصورة هل هذه المنطقة تحتاج إلى مهرجان ، نقول اشخصك العريان قال خصني الخواتم ، ولا هي حمقة قالولة زغرث ، ولا العكر فوق الخنونة ، فالواقع لا يبنى من الخيال ، والواقع مر والحلم شكل آخر.